نتشائم عند الخسارة ونتجاوز حدود التفاؤل عند الانتصار ونتعامل مع المنتخب على طريقة \"يا أبيض يا أسود\". في مباراة قد نحول إرث التاريخ الجميل إلى \"فشل\" وفي أخرى قد نصنع من الفسيخ شربات. مرة نقدح المنتخب بأبشع صور النقد ومرات نتعاطاه بمفردة الشاعر وحنجرة الفنان. قبل مواجهة إيران سمعت من يقول سنخسر بكارثة وعندما سألت أصحاب هذا الرأي لماذا وكيف غادرت المكان جازماً بتلك الحقيقة الدالة على أننا في بعض المواقف أشبه بالخصم اللدود للرياضة السعودية. في فهم المشجع والكاتب والمحلل قد نجد من المعاناة ما يكفي لإثبات التأثير السلبي على المنتخب. فالكل يمدح بمبالغة والكل ينتقد بقسوة وما بين حالة المدح والإعجاب والإشادة يبقى الأخضر ونجوم الأخضر بمثابة الضحية التي نجلدها بجرة قلم ونهزم مكامن الجمال في عمقها بعبارة مداد جاف السالب على سطوره أبلغ أثراً من إيجابيته. نحن ولا غير \"نحن\" من يحبط الهمم ويكسر الطموح ويهزم بعناد إرادة منتخب يمتلك كل مقومات النجاح فكراً ونهجاً وقيادة. هنا لن أستعيد ما ارتكبه الجميع بحق الرياضة السعودية لكنني مع هذه المقدمة المختصرة لازلت أتمنى أن يكون لنا وبكافة أطيافنا دور مغاير عن دور الأمس ندعم من خلاله ونؤازر على غراره هذا المنتخب الذي عاد إلينا ليقول مهما قالوا سأبقى في المكان الآمن متفرداً بالجمال والروعة وحسن الأداء. أما عن الجمهور السعودي فاليوم يومه. اليوم مهمة الإمارات لا تقل أهمية عن اللقاء السابق أمام إيران ومثلما رأينا مدرجات ملعب أزادي يغص بمئة ألف مشجع نحن نريد مدرجات درة الملاعب هذا المساء بنفس المشهد والدور والتأثير. في أي مباراة وتحت أي ظرف منتخبنا الوطني لا يستغني مطلقاً عن جمهوره المحب لشعاره والعاشق لوطنه. الليلة نريد الحضور الكبير ليكون بمثابة \"تكريم\" للاعبين الذين قدموا في طهران كل ما هو معني بالروح والحماس وتشريف الوطن كما نريد الحضور الكبير أيضاً قبولاً لتلك الدعوة التي قدمها مهندس الرياضة السعودية وقائدها وصانع أمجادها الأمير سلطان بن فهد، هذا القيادي الذي رسم بوعي المسؤول ورقي القائد فكراً رياضياً عالي الجودة فكان خير داعم للأخضر السعودي المبدع والممتع. غاب مالك معاذ وسعد الحارثي وياسر القحطاني فحضرت موهبة نايف هزازي لتصنع ابتسامة الفرح. هكذا هي كرة القدم السعودية ولادة يغيب نجم فيحضر عشرة. ومع نجومية الهزازي لا يمكن القفز على نجومية أخرى لمحمد نامي هذا النجم الذي كان العلامة الفارقة في طهران. نايف ومحمد نور وتيسير وكل تلك القائمة التي تحملها أوراق بيسيرو نريدهم الليلة بنفس الحماس وبنفس الروح التي تجلت أمام إيران حتى نتجاوز الأشقاء الإماراتيين ونتأهل. الليلة هي من سيقودنا لكأس العالم ولأنها موعد الحسم والفصل والقرار فلا غنى عن الجمهور ولا غنى عن الفوز وحصد النقاط.. وسلامتكم.