الشباب محظوظ بخالد علي الزهراني* الثلاثاء 10 فبراير 2009 اتجاهات البحث في مجال الأندية والرياضة تأخذنا دائماً إلى الحقيقة دونما رتوش أو ضبابية أو ألوان داكنة السواد. ففي هذا المجال الرحب هناك الجميل الذي يأسر أقلامنا وهناك على النقيض أشياء عندما نتلمس حضورها نجد أنفسنا أمام المعاناة بعينها. ومن بين كل هذه الحقائق الماثلة فئة جاءت من بيوتها إلى الوسط الرياضي فقط لتعمل وتؤكد من خلال رغبتها في العمل على حقيقة كيف يكون المسؤول في النادي شريكاً ومساهماً وداعماً لمنظومة النجاح، كما أن هناك على العكس فئة وصلت من مكاتبها الوثيرة لا لكي تعمل وإنما لكي تثير الزوابع وتختلق المشكلات وتغادر ولا تكترث بالعواقب. خالد البلطان إن قادتني اتجاهات البحث بين الفئتين قطعاً سأجده الأنموذج الجميل الذي يحمل من أبعاد حضوره ما يكفيه. البلطان لم ألتقه ولا أعرفه ولم تربطني بشخصه الفاضل علاقة أكثر من علاقة عمل هي ما أرغمتني على أن أشيد به أو على الأقل هي ما أجبرتني لكي أمنحه القليل المستحق من الإنصاف. في الشباب وصل خالد البلطان بمثالية فكر لم تخول له أن يكون من المزايدين أو في قائمة المستعرضين بالمال يخرب هنا ويحشر نفسه هناك، كما أنه لم يقتبس من المنافسة غير المشروعة أهدافاً خاصة يحقق بها مبتغاه من إعجاب المتعصبين، وإنما على خلاف ذلك خالد البلطان اهتم بالثوابت، ومن يهتم بالثوابت الصحيحة عندما يعمل كرياضي حتما سيكسب، وقطعاً سيجد ذاته معلقة بقلوب عقلاء ينظرون على أن الرياضة إخاء ومحبة ومناخ يرسخ لمبادئ الأخلاق في منافساتها. ببساطة خالد البلطان مكسب جميل من مكاسب الرياضة وباختصار أبو الوليد فكر مبدع، والفكر المثالي المبدع هو من يقدم صاحبه لا أن يجعله موازياً مع بقية من امتلكوا مثله المال لكنهم في الأخير (ضاعوا) كون المال دائماً ما يخسر ويبقى المكسب والربح والانتصار لهذا (الفكر) الذي يبدو أنه في زمن الأثرياء بات عملة نادرة. أما عن لجنة الانضباط فلابد أن تكون أمام الأسئلة المطروحة واضحة تكشف الصحيح ولا تخشى في الصحيح لومة لائم. لماذا أصبحت اللائحة مطاطية بالأمس زج بالاتحاد في عقوبة لا ناقة له فيها ولا جمل واليوم وبرغم أن المشهد مكرر والملامح مكررة إلا أننا نشاهد نقل مباراة النصر إلى خارج أرضه بمعنى (النقل) وليس اللعب (بدون جمهور). هل قرارات لجنة الانضباط واضحة أم أنها تتخذ بالمزاج (وحسب) توصيات (الأمين). لجنة الانضباط يجب أن تضع لنا لوائح واضحة تكون القرارات فيها للجميع وعلى الجميع أما أن يستمر الأمر مثلما نراه اليوم فهنا مكمن الاستغراب. ختاماً عظمة الكاتب الحقيقي هي في قدرته على الاعتدال لا في قدرته على التجاوز. ولأن بيني وبين الاعتدال عقد رجولي ومروءة ووعي سأترفع عن الرد على أولئك الشاتمين الذين يدوسون الصدق بأقدامهم ويتنفسون رائحة الكذب ويعشقونها.. مفردات الشتم والشتامين هي بالنسبة لي أشبه بحجر صغير لا يؤلمني ولا يزعجني وسلامتكم. *************************** *كاتب بصحيفة \"الرياضية\"0