على امتداد العالم الاسلامى من باكستان إلى المغرب هناك مشاريع وتطبيقات لزيادة تفتيت هذا العالم المفتت أصلا أو تغيير « خرائطه « وهوياته « على أسس دينية ومذهبية وطائفية وعرقية وهناك الكثيرون حتى من بين النخب السياسية والفكرية الذين لا يدركون أن هذه المخططات لها تاريخ! .. لقد نشرت المنظمة الصهيونية العالمية سنة 1982 فى مجلتها الفصلية ( كيفونيم) الاتجاهات دراسة تحت عنوان ( استراتيجية إسرائيل فى الثمانينيات) ولقد جاء فى هذه الاستراتيجية بالحرف : «إن العالم العربى مبنى مثل برج ورقى مؤقت وإن صور الوضع ( القومية أثنية والطائفية من المغرب حتى الهند ومن الصومال حتى تركيا تشهد على انعدام الاستقرار والتفتت السريع فى جميع أنحاء المنطقة المحيطة بنا. إن مصر المفككة والمنقسمة من عناصر سلطوية كثيرة وليس على غرار ما هى الحال اليوم لا تشكل أي تهديد لإسرائيل وهذا اليوم يوم تفككها فى متناول أيدينا وإن دولا مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منهما من تبقى على صورتها الحالية بل ستقتفى أثر مصر فى انهيارها وتفتتها فمتى تفتت مصر تفتت الباقون إن رؤية دولة قبطية مسيحية فى صعيد مصر إلى جانب عدد من الدول ذات سلطة أقلية مصرية بدلاً من السلطة المركزية الحالية هو مفتاح هذا التطور التاريخى الذى أخرته معاهدة السلام لكنه لايبدوا ومستبعداً فى المدى الطويل وإن تفتت لبنان بصورة مطلقة إلى خمس مقاطعات اقليمية هو سابقة للعالم العربي بأسره بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق. وإن تفتت سوريا والعراق لاحقاً إلى مناطق ذات خصوصيات إثينية ودينية على غرار لبنان هو هدف من الدرجة الولى بالنسبة لإسرائيل وإذ أن تشتت القوة العسكرية لهذه الدول هو اليوم الهدف المرسوم فى المدى القصير. إن العراق هو المرشح المضمون لتحقيق أهداف إسرائيل وإن تفتيته هو اكثر أهمية من تفتيت سوريا وفالعراق أقوى من سوريا وقوته تشكل فى المدى القصير خطراً على إسرائيل أكثر من أى خطراً اخر وكل مواجهة بين الدول العربية تساعدنا على الصمود فى المدى القصير وتختصر الطريق نحو الهدف الأسمى وهو تفتيت العراق وهكذا تقوم ثلاث دول حول البصرة وبغداد والموصل شيعية وسنية وكردية . والاردن هدف استراتيجى فى المدى القصير وينبغى أن تؤدى سياسة إسرائيل حرباً أو سلماً إلى تصفية الاردن بنظامه الحالى ونقل السلطة إلى الأكثرية الفلسطينية ومن ثم تصفية شكلة المناطق الأهلة بالعرب غربي النهر حرباً أو سلماً إنه فى العصر النووى لا يمكن بقاء إسرائيل إلا بمثل هذا التفكيك ويجب من الأن فصاعداً بعثرة السكان فهذا دافع استراتيجي فإذا لم يحدث ذلك فليس فى استطاعتنا البقاء ومهما كانت الحدود!!» هكذا وقبل نحو ثلاثين عاماً رسمت استراتجية التفتيت لوطن العروبة وعالم الإسلام .. وتحدث هذا المخطط بالتفصيل عن هذا الذى يحدث الأن على أرض العراق وغيره من بلادنا وتمت العلاقات والتحالفات بين إسرائيل وبين أصحاب مشاريع التفتيت وتغير الخرائط والهويات كل ذلك بدعم القوى الامبريالية التي رفعت وترفع شعارات « فرق تسد»و « الفوضى الخلافة « وذلك لكسر شوكة العروبة والاسلام وإعاقة المشروع النهضوى للحضارة الإسلامية وتأمين الكيان الصهيوني الغريب المزروع فى قلب الأمة ليقطع ؟؟؟؟؟؟؟ وطريق نهضتها. ولذلك لم يكن مستغرباً أن الكونجرس الأمريكي الحامي لأمن إسرائيل هو الذى اصدر قراراً تقسيم العراق 26 سبتمبر سنة 2003 م وذلك لتنفيذ إستراتيجية إسرائيل المنشودة قبل نحو ثلاثين عاما!! . ************************************* *مفكر إسلامي مصري.