هذه الصورة التي أشار إليها الأستاذ سالم نرفقها بالمقال لتتضح الفكرة الله خلق الإنسان واشتق من اسمه النسيان إلا أن هناك بعض الأشياء لا يمكن أن تنسى فهي تبقى في الذاكرة للذكريات والرجوع إليه في اللحظات المفرحة والمحزنة أو عندما يختلي الانسان بنفسه ويحدثها عن حاله وأحواله. فمن الأشياء التي حركت ذاكرتي وجعلتني أتذكر الأيام السابقة من حياتي تلك الصورة الموضوعة في مقدمة الصفحة الرئيسية للصحيفة فبها استشعرت حياتنا السابقة وكيف كنا نعيشها وكيف كنا نسكن في هذه المنازل التي تعتبر الآن في حكم الماضي (الخرابة). ففي هذه الأماكن كنا نقضي أحلى أيامنا بحلوها ومرها فكانت الناس بسيطة ومتحابة فيما بينها وكان من يملك شيئاً لا يبخل به على من لا يملك فكانت هناك الشهامة والنخوة والعزوة والتعاون المنقطع النظير فكانوا جميعهم جيراناً لبعضهم البعض فكانوا يفرحون إذا فرح أحدهم وكانوا يحزنون إذا حزن أحدهم وكانوا يسعون لعلاج من مرض منهم وكانوا يقفون يداً واحدة مع بعضهم البعض ولا يفرقون بين صاحب مال وجاه أو من لا يجده. وكنا في هذه الأماكن نلعب ونمرح ونحن صغار ونقضي الساعة والساعتين وأكثر لا نقوم من مكاننا ونحن نلعب بأدواتنا البسيطة من الحجارة وأغصان الشجر أو الحفر في الأرض وغيرها. آه ... من الذكريات ؛ فلو أراد الانسان وبالذات الشخص الذي عاش في تلك البيوت القديمة وفي تلك الأيام الماضية أن يكتب ذكرياته لما كفاه من الورق والأقلام ماتحمله الأرفف في المكتبات. ولكنني أقول: يكفي أن هذه المنازل القديمة قد أخرجت أناس يشار لهم بالبنان فتعلموا عندما كان التعليم صعب المنال وجدوا واجتهدوا وكانت الصعاب أمامهم كثيرة ولكنهم على ماتربوا عليه من صبر وجلد تخطوها ونظروا إلى الأمام فساروا الخطوة بالخطوة حتى حقق الله لهم ما كانوا يريدونه. [ لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر ] ******************************* *أحد أبناء القرية ، موظف متقاعد (مبكر) يعيش في مكة المكرمة