الله سبحانه وتعالى انعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولاتحصى ومنها نعمة الطاقة في عقل وجسم الإنسان ، والتي قد لايكتشفها إلا إذا كان في مهمة صعبة ويحتاج فيها إلى قوة وصبر ، فهنا تنطلق الهمة بصورة لا شعورية بقوة خارقة عن قوته العادية فيبدأ في التخطيط ثم التنفيذ للمهمة المناطة به. وأتذكر - من السابق - كيف كانت الهمة تظهر وتتجلى في أحسن صورها عندما يَهمُ أهل القرية بفتح طريق أو بناء منزل أو حفر بئر أو بناء [ رُوبه ] وهي جدار المزرعة عندما ينهار بعد المطر. وكانوا يستحثون هممهم ويشحذونها بأناشيد جميلة ومسلية وأذكر منها قولهم عندما يبدأون "بسم الله" عند أي عمل يرددون : "يالله يا محيي العظام الي هشيمِه ....." فيزدادون بها همة ونشاط حتى ينقضي العمل الذي يقومون به وهم لا يشعرون بأي تعب أو ملل. أما الآن فقد استبدلت الآيادي بالآلات من "التركترات" و"الشيولات" لفتح الطرق والرافاعات والخلاطات في البناء ؛ و" الحفّار " لحفر الآبار ؛ وغيرها من متطلبات الحياة وهذا يدل على أن رتم الحياة تغيّر ففي القدم كانت تستخدم الأيدي والأدوات البسيطة في العمل والآن استبدلت بآلات وحُركت بالعقل البشري ، وهو الأهم الذي أريد أن أصل إليه. وأنا هنا أقول وأعلم جيداً بأن في قريتي الدكتور وفضيلة الشيخ (المحترميْن) والضباط ، والأطباء والطبيبات البارعين ، والمهندسين المبدعين ، والمعلمين والمعلمات الذين هم على قدر كبير من العلم منهم من هو على رأس العمل ومنهم من أدى رسالته وتقاعد؛ وكذلك من هو طالب أو طالبة في جامعته ومنهم في مجالات أخرى. أقول: قادرين على السير بهذه الصحيفة وإثراءها بآرائهم وتوجيهاتهم فهم أهل لها ؛ ولا أقول هذا من فراغ لأنني اعرف أبناء قريتي جيداً ؛ فهم يد واحدة في السراء والضراء ولا يلتفتون إلى بعض المنغصات الدنيوية فيما بينهم ويجعلونها خلف ظهورهم فيفرحون وقت الفرح جميعاً مع بعضهم ويقفون وقفة الرجل الواحد مع بعضهم في الشدائد؛ فلا يحسّ صاحب الشدة بما هو فيه؛ أدامها الله نعمة. [ فالهمّة .... الهمّة ....ولا نرضى بغير القمة ]. إذا أردت أن تصعد الجبل وتصل القمة فلا تنظر إليها ...سر وستصل "بإذن الله" ... ----------------------------------------------- * أحد أبناء القرية ، موظف متقاعد (مبكر) يعيش في مكة المكرمة