[ارتحل – عقله - ضمن متاع – قلبه - في رحلة ضرورية وربما - مفاجئة - ] ألتفت وهو ما هو إلا عينين ولساناً وشفتين ؛ جسد منهك غادرته الروح ذاتَ – غفلة - ! ألتفت متصفحاً هاتيك – الوجوه - من حوله يجول بينهم في " غيبوبة" مُحب! لذا كان يبتسم .. ويبتسم بلا انقطاع استفاق ذات – ألم - نظر باندهاش ! ملامح من كل لون .. تنهّد في اغتراب مُحب: [ "ما فائدة كل هذه الوجوه مادام ليس من بينها "وجهي" ؟! ] :: :: :: عوالم المحبين أوسع من كل أفق وأضيق من سَمِّ الخياط بين مد الوصل وجزر الفراق قلوب " متحرّقة" وأخرى تستبسل حدّ "الفقد" لذا يعجز - في تصنيف الحب الفضوليون أمثالنا– ( على الأقل في هذه اللحظة ) - ! أهو مع مشاعر الفرح أو مشاعر الألم مع البسمة أم في صف الدموع أم هو في كل "واد" ؟ احتاج لعينة ومختبر! وأجهزة قياس دقيقة و حاسوب قد أضبط – للمحبين- المسألة ونخرج بتعرفة ل (س) و (ص) وقد أخرج بقوانين – لم تسبق من قبلهم - للحب ! سيكون مكسباً جديراً بالعرب وحدهم خاصة وأنني ممن يؤمن أن العرب عشاق بفطرتهم ! كلهم قيس كلهن ليلى وسأرسم خطوطاً ملونة بالأخضر والأصفر والأحمر أيضاً المحبون- منكم - سيغضبون ويغلقون المتصفح عند هذه النقطة .. لأنهم يؤمنون أن الحب لا يُعرّف ولا يقنن وخطوطه باهتة أو (بلا خطوط) سأرفق بهم وأقف ! وعليهم أن يرفقوا بي فما حيلة [ فضولية باحثة] ؟! فالحب يهذب النفوس ؛ ويدعو للفضائل ؛ ويسمو بأرواحكم إلى ... مكان شفيف والحب قَدر وأنتم تؤمنون بالقدر خيره وشره . هذه لمصالحة الغاضبين ! والحب مَهلكة ؛ وسَهرٌ وأرق ؛ وحرقة انتظار ؛ وتهمة في بعض الأحيان لا يهم كل ذلك ! فهو تحت حِمى : " اللهم لا تلمني فيما لا أملك " المهم حقيقة: هو المضغة ... القلب سيماه في وجهه من أثر تلك التقلبات ! يئنُ ساعةً من جوف ملتهب وساعةً يتجمد في طرفة عين ، يُفرَّغ ممن يجب أن يكون فيه ليحل مكانه (س) غير معرّف ؛ أو أنه يمضي عمراً طويلاً في حلم – مختلق باسم الحب- فيخذله الواقع ... يتأوه .. وقد ينتهي وتقف تصعّداته وهبوطه عند الصفر بسبب حلم فحسب! ليت المحبين يعلمون حجم – الجناية – التي يجنيها الحب [العبثي] في قلوبهم إن علموا سيحلون كراماً – وبكامل قواهم العقلية والشعورية - في مختبري وسيساعدوني في تقنينه ورسم الخطوط فالمهم أن يبقى القلب هائناَ في سلام ولن يغلقوا متصفحي إلا عند نقطة النهاية. لكنهم قوم لا يعلمون – إلا من رحم ربي وجعله من الراشدين - ليست مشاكسة إنما هو فحص لحالة "عشق" ! ولا بد في الفحص من شيء من وخز وألم تعلمون لماذا؟ لأننا سنضع اعتباراً "للواقع" الذي لا يحبونه و يغادرونه أبداً نحو أحلامهم وهذا جيد أتجاوز فيه إن كان حجزهم: ذهاب/عودة لكن بعضهم يذهب ولا يعود ؛ وهنا "البلية"! أسطورة تقول: الحب أعمى يقوده الجنون وفق حكم من قاضٍ ما – وليتني أعلمه لا فض فوه - عقوبة للجنون الذي أعمى الحب! فاتخذوه قانونهم الأزلي والحق أنه تبرير لجنونهم هم وعماهم ؛ أعمى مجنون! أظنه سيكون قبيح الشكل بهذا الوصف! لدي وصف آخر - احتفظ به لنفسي- ! لكنه أجمل على أية حال! أليست جناية على الحب أيضاً أن يوصم بالعمى ؟! لذا ليس المحب هو الذي يردد ما يردده بعضهم تفريغا لجنونهم وتصويرا لعماهم أعني كمثال رائج وقريب لذهني: الأغاني وأصحابها ومن سار في ذات الفلك سمعياً أو بصرياً ! هنا يكون حبهم قبيح الشكل وإن افتتنوا به ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) مثال آخر: بعض الذي يتبعهم الغاوون ! ليس الحب موعداً يخلفه الطرفين مرة هذا ومرة ذاك ليصنعون عذاباً مزيفاً. وليس الحب تعدي للحرمات! وتوهمات تقعد بالمحب عن السباق في المنازل العلا . ليس الحب الصادق نظرة محرمة وتعلق بصورة! رغم ذاك: فلا يشين الحب النقي!! (أقول النقي!) حرقة الشوق فيه أو حرارة اللقاء أو ارتحال الفكر أحياناً ولا حتى السهاد ( فالمحب في نظري لا يكون محبا حتى يأرق سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) هكذا يكون الحب شاغلي ومتعتي ساعة فراغي -شخصياً- . الحب يشرف بشرف من نحبه ؛ حب الله جل وعلا ؛ حب رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ حب حبيبٍ تآلفت أرواحنا معه. لست أدري الأساطير من تغري؟! فما الحب إلا سمو وعقل وبصر وبصيرة ؛ الحب بريء من تهمة الأسطورة..{ قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا }. ----------------------- * كاتبة من شبرقة