شاء الله أن تكون الهجرة أمر مفروض على بني الانسان ولنا في خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة ؛ فقد هاجر من مكةالمكرمة أحب بقعة إلى قلبه إلى المدينةالمنورة لتنتشر الدعوة النبوية والإسلام إلى بقاع الأرض. فالهجرة للإنسان من مكان مولده وأحب موقع له إلى بقاع الدنيا أمر وارد وله من الحكم مالا يُعد ولايحصى فنحن بالذات الطيور المهاجرة من قريتنا الصغيرة في حقبة من الزمن كان لنا عدة أهداف ومنها في المرتبة الأولى : طلب العلم ؛ والوصول إلى مانريد في هذه الحياة إما من وظيفة أو عمل أو مواصلة دراستنا لأننا في تلك الأيام لم نجدها في قريتنا الصغيرة أو مدينتنا البسيطة ولهذا كان لزاما علينا أن نفترق ونفارق من نحب في سن مبكرة من أعمارنا فمنّا من وفقه الله وأكمل تعليمه وأصبح الآن في موقع مرموق ، ومنا من اكتفى بتعليم يؤهله لوظيفة أو عمل يقتات منه ويعيش هو ومن يعوله ، ومنا من رجع إلى قريته البسيطة أو حولها وعاش وتعايش معها في حلوها ومرها ، ومنا من بقي في المدينة التي تعلم فيها أو انتقل إلى مدينة اخرى وكلتاهما بعيدتان عن قريته فكبر في وظيفته أو عمله واستقر ولكنه كان مرتبطاً بقريته الصغيرة ، ومنا من هجرها تماما ولم يعد يعرف منها إلا ذكراها في الصغر . أنا هنا في موضوعي هذا و بإعتباري أحد الطيور المهاجرة من عشها القديم البسيط أقول: أما آن الآوان أن نعود ؟!!! ... ولو بصوتنا أو بقلمنا إلى قريتنا الحبيبة التي كان اسمها شعاراً لهذه الصحيفة فنضع أيدينا مع بعضنا .. كلٌ حسب ميوله وخبرته فنحن قادرون - بإذن الله - أن نقوم بها خير قيام وأن نستفيد ممن سبقونا.. ونجعلها نواة تواصل وتعارف بيننا ، فكم منا لا يعرف الآخر وربما يكون هو أحد أقاربه. أنا ولله الحمد متفاءل كل الخير بهذه الصحيفة بأن تعيدنا تحت مظلة واحدة .. وأن نتواصل .. ولكن هذا التواصل لا يأتي من فراغ ويجب على الجميع أن يشدّ أو يساهم مع القائمين عليها ولا يستصغر أو يستسلم إن وجد عنده فكرة تساعد على التطوير والرفع من شأنها. ( فكما أشرقت الشمس وطارت الطيور وانتشرت لطلب رزقها فلابد أن يحين الغروب وتعود إلى أعشاشها لتستقر وتهدأ ...... ). -------------------- * أحد أبناء القرية ، موظف متقاعد (مبكر) يعيش في مكة المكرمة