(شرق)-شهدت السعودية، الأربعاء 4-3-2009، انطلاق الدورة ال24 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً في الجنادرية، بحضور ورعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومشاركة نخبة من كبار فناني الخليج والعالم العربي. وانفردت mbc1 بنقل وقائع حفل افتتاح المهرجان بشكل حصري، إلى جانب كونها الجهة المنتجة لدورة العام الجاري، إذ تولت، للمرة الأولى، تنفيذ الأوبريت الافتتاحي دراميًّاً وغنائيًّاً ومسرحيًّاً. وتضمن الأوبريت، الذي جمع كلاً من: محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وعباس ابراهيم، عرضاً لتاريخ الملوك الستة الذين توالوا على حكم المملكة، وصولاً إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، تحت عنوان "وطن الشموس". تحضيرات ضخمة وتطلب حفل الافتتاح الضخم استعدادات تواصلت حتى ساعات قليلة قبل انطلاقه، إذ انهمك المطربون، طيلة 6 ساعات، في التدريب لتقديم أوبريت الافتتاح، الذي كتب كلماته الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، ولحنه الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس. واكتظ مسرح الملحمة الشعرية بأعضاء الفرق الاستعراضية، التي تقدم من بين عروضها رقصة السامبا البرازيلية، إلى جانب ممثلين يتقدمهم حسن عسيري وراشد الشمراني وأفراد من الطاقم الفني والإداري التابع لmbc. وفي منصة تطل على مسرح الحفل جلس الأميران بدر بن عبدالمحسن ومتعب بن عبدالله ورئيس مجموعة mbc الشيخ وليد آل إبراهيم لمتابعة البروفات، وتقصي مكامن النقص أو الضعف، حرصاً على الظهور بالصورة التي تليق بالتظاهرة الضخمة. يُشار إلى أنه سبق للأمير عبدالمحسن كتابة أوبريت الجنادرية مرتين، ارتبطت إحداهما بمرور 100 سنة على توحيد المملكة. وتعليقاً على ذلك يقول الأمير عبدالمحسن: "إنني جزء من الجنادرية منذ بداياتها وسأبقى كذلك، ومثل هذه المشاركات تسعد الإنسان وتمنحه الطاقة للاستمرار في العطاء، خصوصاً إذا كانت في الجنادرية التي تشعرني بأنني في بيتي". وأوضح أن تسمية الأوبريت ب"وطن الشموس" متعمدة، وهي ترمز إلى ملوك السعودية "بدءاً من الموحّد الملك عبدالعزيز وصولاً الى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهم 6 شموس مشرقة في سماء الوطن". وبدوره، أكد الفنان محمد عبده أن مشاركته هذه السنة، وفي السنوات السابقة أو التالية، هي مصدر شعور بالسعادة والرضا والفخر، وأضاف: "لا إحساس أعظم وأجمل من إحساس الفنان بتمثيل وطنه في تظاهرة ثقافية كبيرة مثل الجنادرية". ومن جانبه اعتبر ملحن الأوبريت عبدالرب إدريس أن هناك فرقاً شاسعاً بين تلحينه ل"وطن الشموس" وما سبقه من استعراضات، وأضاف أنه "أوبريت" متكامل بمعنى الكلمة ويحوي كل العناصر اللازمة لهذا النوع من الفنون على مستوى الفكرة والكلمة والديكورات والإخراج وطريقة التصوير، كاشفاً عن أنه شارك في الأوبريت "بصوته من خلال تأديته مشهداً تمثيليًّاً قام فيه بدور الشاهد على التاريخ". وبدأ الفريق عمله في الأوبريت منذ 4 أشهر، وشهدت هذه الفترة رحلات مكوكية ما بين الرياض، وجدة، والقاهرة، وبيروت، إضافة إلى مدينتي روما وفينا اللتين جُلب منهما التصميم الخاص بإضاءة المسرح، والمؤثرات التي ستُستخدم في الأوبريت. عودة للأعلى فعاليات المهرجان وانطلق المهرجان بسباق الهجن السنوي الكبير، وهو السباق ال35 في تاريخ المسابقة، بمشاركة عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ويبلغ عدد المتسابقين هذا العام نحو 600 متسابق. كما شهد المهرجان لأول مرة مشاركة عدد من الفرق الفلكلورية والشعبية التي تمثل مختلف مناطق. ويتضمن حفل الافتتاح تكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام، وهو وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، إلى جانب حفل خطابي. وتشمل الفعاليات، كذلك، مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات. ويتضمن النشاط الثقافي للمهرجان محاور مختلفة لعل أبرزها ندوة عن "الإسلام وحوار الثقافات.. الخصوصية والمشترك"، وهي محور النشاط الثقافي، بالإضافة إلى قضايا ثقافية أخرى يناقشها المشاركون في المهرجان، حيث تعقد الفعاليات في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.