أهمها قيام إسرائيل بفتح المعابر وعودة السلطة للقطاع تتطلب اعادة اعمار غزة بعد الحرب الاسرائيلية التي خلفت دمارا هائلا في القطاع والتي سيخصص لها المانحون قرابة ثلاثة مليارات دولار, ثمنا سياسيا كذلك من مختلف الاطراف. فحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي يقاطعها المانحون اذ يعتبرونها منظمة "ارهابية" بسبب رفضها الاعتراف بعملية السلام مع اسرائيل, عليها ان تتيح عودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة بعدما طردت منه الاجهزة الموالية للرئيس محمود عباس, المحاور المفضل للمجتمع الدولي. من جانبها تخضع اسرائيل لضغوط كبيرة لفتح معابر قطاع غزة لضمان وصول المساعدات ومواد البناء وتخفيف العقوبات التي تفرضها على حماس, في اطار تهدئة يتم التفاوض عليها برعاية مصرية منذ انتهاء الحرب على غزة في 18يناير/كانون الثاني، نقلا عن تقرير إخباري الأحد 1-3-2009. ويتوقع أن يذكر المانحون, وخصوصا الاوروبيون الذين يستثمرون من اجل بناء دولة فلسطينية, بضرورة التقدم نحو تحقيق هذه الاهداف, في حين يستعد اليمين بزعامة بنيامين نتانياهو لتشكيل حكومة لا تؤمن بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة الى جانب اسرائيل. وأكد وزير التخطيط الفلسطيني سمير عبدالله أنه "حتى تنجح اعادة الاعمار ينبغي اشاعة اجواء جديدة من الاستقرار والامن, من خلال التهدئة ولكن كذلك من خلال حكومة فلسطينية تتمتع بالثقة". وقد اتفقت حركتا حماس وفتح في القاهرة الخميس الماضي على العمل على تشكيل حكومة توافق وطني بحلول نهاية مارس/أذار. ويفترض ان تتولى هذه الحكومة الإشراف على اعادة الاعمار بعد انهاء الانقسام المتفاقم منذ منتصف يونيو/حزيران 2007. ومن جانبه، سيقدم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خطة من مليارين و800 مليون دولار لاعادة اعمار غزة بعد الدمار الهائل الذي لحق به جراء الحرب الاسرائيلية التي خلفت اكثر من 1330 قتيلا. وإلى ذلك، أكد الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان مؤتمر شرم الشيخ يشكل كذلك فرصة لتفعيل الشق السياسي من عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. ومن جهة أخرى، قال محمد اشتية, رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية واعادة الاعمار (بكدار) التابع للسلطة الفلسطينية, ان "اموال المانحين هي اموال سياسية". وأضاف أن "المانحين يأتون الى شرم الشيخ كذلك لدعم عملية السلام"، مشيرا إلى أن لديه 56 مهندسا في غزة، وأنه مستعد لتنفيذ كل المشاريع التي يكلف بها. وأوضح أن اعادة الاعمار لا يمكن ان تنفذ بدون فتح المعابر الذي تربطه اسرائيل بالافراج عن الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ يونيو/حزيران 2006. وقال "لا يوجد اليوم ولا كيس اسمنت واحد ولا قضيب حديد في غزة". والخميس الماضي, كررت وزيرة الخارجية الاسرائيلية المنتهية ولايتها تسيبي ليفني ان اعادة اعمار غزة يجب ان تتم "من دون تقوية حماس". وبدوره, حذر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ياكوب كيلنبرغر من ان "جهود اعادة اعمار غزة لن تنجح الا اذا رافقتها اجراءات سياسية ذات صدقية تهدف الى حل الازمة". وذكر كيلنبرغر أن "اول قرار يجب اتخاذه, هو انهاء عزلة غزة لا سيما برفع القيود المفروضة على حركة تنقل الاشخاص والبضائع".