في الوقت الذي تتجه بعض الدول الأوربيه لحظر النقاب في الاماكن العامه مثل بلجيكا وفرنسا وسعي دول أوروبية عدة لسن تشريعات مماثلة ، يجمع جميع الكتاب المسلمين وغيرهم في نقد مثل هذه القوانين التي تتسبب في التوتر الديني وتقييد الحريات التي تتخذها مثل تلك الدول شعاراً لها ، إلا ان الكاتب السعودي في جريدة الشرق الاوسط مشعل السديري وفي مقالته التي بعنوان " تخيلوا: لو أن الرجال تنقبوا " قام بتبرير ماتقوم به تلك الدول على أنه هو الصواب وكأنه انتزع هويته الدينيه عند كتابته لذلك المقال نترككم مع المقال : "تخيلوا: لو أن الرجال تنقبوا " مع أزمة الحجاب التي ظهرت في أوروبا واتخذت منها بعض الدول موقفا مناهضا، فكرت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، غير أنني عندما قرأت مقالة طويلة للدكتور محمد بن علي المحمود، وجدت أنه قد وفى وكفى، ومن الصعب أن يزيد أحد على كلامه، وليسمح لي أن أقتطع بعض الأجزاء من مقالته العقلانية، ليسعد ويتدبر فيها من أراد أن يتدبر من القراء. وأكون في الوقت نفسه قد استغللتها فرصة لأرتاح من الكتابة اليوم - لتعرفوا كم أنا «استغلالي» - على العموم له الشكر مضاعف، ويقول الأخ (المحمود): «لا بد أن نتذكر أنه ومع كل المعاني التي يمثلها النقاب في السياق الغربي، فهو - في الوقت نفسه - طمس كامل للهوية، إنه ليس محافظة، بل اختفاء واختباء، بكل ما يحمله ذلك من دلالات، الوجه هو الهوية، والهوية تعادل الوجود. ومن ثم، لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تفعله المنتقبة، ولا يمكن أن تطالها نتائج أفعالها. إن أقصى ما يفعله من تخفى، أن يتلثم، لتختفي هويته بالكامل، ويصبح من المستحيل رصد تصرفاته في الفضاء العام. هذا هو الوضع كما يراه الغرب، ورغم أهمية ترسيخ الحق في الاختلاف، فإن ما تراه أنت أمرا طبيعيا وضروريا، يراه الآخرون اضطهادا وقمعا بل واعتقالا. طبعا، نحن لا نرى هذا الذي يراه الغرب، ولا نستوعبه، لأننا نرى النقاب من خلال الألفة والتعايش الطويل معه. نحن لا يمكن أن نتصور حجم اختراق النقاب للواقع الإنساني في الغرب، إلا إذا تصورنا - مثلا - أن جالية ما، يُصر (رجالها) على أن يمشوا بيننا بغطاء كامل يغطي كل ملامح الهوية (كحال المنتقبات في الغرب) بحيث لا نستطيع أن نتعرف ولو على القليل من ملامحهم، فلا نعرف أصلا هل هم رجال أم نساء! هل سنستطيع أن نتحمل هؤلاء الرجال الملثمين الذين يتجولون بيننا، ولا نستطيع رصد سلوكياتهم، لأننا لا نستطيع التعرف عليهم أصلا؟.. تخيل الصورة بوضوح كما لو كانت في الواقع. ستدرك أنه لا فرق، فالأمران متشابهان. أما تفريقنا بين رجال ونساء، فهو تفريق غير وارد في الذهنية الغربية، وتبريرنا للنقاب بأنه تشريع ديني مرتبط بالإسلام، كما تم تبرير الالتزام بالحجاب سابقا، هو تبرير يستحيل على الغرب تصديقه، لأنهم يسألون، فيجيبهم معظم علماء المسلمين بأن النقاب غير واجب، بل وسيجيبهم بعض العلماء بأن النقاب غير مشروع. والأهم، أنهم سيرون أن الملتزمات بالنقاب لا يمثلن إلا أقل من 1% من النساء المسلمات في كل العالم. وهذا يعني للغرب أن النقاب لو كان فرضا دينيا في الإسلام ذاته، لالتزمت به - على الأقل - الأغلبية من المسلمات. ولهذا، فمن خلال رؤية واقع المسلمين في بلاد المسلمين يتأكد لهم أن النقاب هو خيار قلة قليلة، قلة تعتمد تفسيرا خاصا لبعض تعاليم الإسلام. ولهذا فهم إذ يمنعون النقاب لا يتصورون أنهم يسيئون إلى الإسلام، وإلا لكانت الأغلبية الساحقة من المسلمات اللاتي لا يلتزمن بالنقاب يُسئن إلى الإسلام».