هاجم الداعية الإسلامي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ يوسف البدري المشروعات والقرارات الغربية لحظر ارتداء المرأة المسلمة للنقاب والتي انطلقت من فرنسا وتحولت إلى ظاهرة شبه عامة في الدول الأوروبية، مؤكدًا أن هذه القرارات مضادة للحريات التي يرفعها الغرب كشعار وتصب في خانة اضطهاد الإسلام والمسلمين في هذه الدول. وانتقد البدري خلال حواره ل “المدينة” الذين يروجون لفكرة عدم مشروعية النقاب وأنه عادة وليس عبادة وقال إن النقاب مشروع بأمر من الله عز وجل كما جاء في الآية القرآنية: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن”، مؤكدًا أن هذا الأمر من الله لنبيه عامًا ولنساء المؤمنين في جميع الأزمنة والأمكنة والمجتمعات بأن يغطين وجوههن، والإدناء لغة: التنقيب من الرأس إلى القدم مشيرا إلى أن ذلك ليس خاصًا بنساء النبي فقط. وأوضح أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النقاب في الغرب هو نتاج الاسلاموفوبيا التي أصبحت الهاجس المخيف الذي يهدد الوجود الإسلامى في الغرب ويجعل الغربيين يسارعون في تقويض المد الإسلامي من خلال حزمة من الإجراءات والقوانين التي تستهدف المسلمين في كل مكان ويعد النقاب في الفترة الأخيرة بالون اختبار يستتبع بإجراءات أكثر عنصرية ضد المسلمين. مؤامرة وأبواق سألناه في البداية: النقاب أصبح ممنوعًا في معظم دول الغرب بحكم القانون.. وهناك علماء يؤكدون أنه ليس فرضًا يستحق تحمل المرأة المسلمة في الغرب كل ذلك من أجله؟ ** هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النقاب نتاج الحقد والخوف من الانتشار الواسع للإسلام في الدول الأوروبية، والتي تساندها بعض الأبواق والأقلام التي تعتبر أن النقاب غير مشروع ولا يمت إلى الإسلام بصلة، بالزعم أنه عادة وليس فرضًا وهنا أؤكد أنه أمر شرعي لا يجوز لأحد التدخل فيه برفضه أو محاربته، والله سبحانه وتعالى يقول: “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا” ،وفى ظل تمسك المرأة المسلمة بعقيدتها والتمسك بالنقاب فلن يستطيع الغرب مهما أنفقوا ما في الأرض جميعًا أن يمنعوا الزحف الإسلامى، ولا أن يوقفوا انطلاقه وانتصاره ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون... فهم لا يحبون الإسلام وأهله وإذا رأوا قلمًا أشهر في وجه الإسلام كافؤوه.. فالنقاب مشروع وزوجات النبي والصحابيات كن منتقبات والنساء المنتقبات في الغرب وفى مختلف الدول الإسلامية والعربية يحاولون إحياء النقاب، فى ظل التقويض الذي يفرض علىهن، وفى ظل الحملة المسعورة التي يتعرضن لها وبخاصة في الغرب دولة إثر دولة بسبب أن الإسلام بدأت تتسع رقعته، وقد قامت انجلترا بتوجيه تحذيراتها لفرنسا بوقف المد الإسلامى، مؤكدة أنه بعد عشرين عامًا سيحكم فرنسا مسلم، ومن هنا بدأت المخاوف من المنقبات ومحاربتهن، ونحن نقول لهم: حتى لو منعتموه فلن يتوقف المد الإسلامي واتساع رقعته، فكنا ننتظر ونتوقع زوال الشيوعية بعد عشرين عامًا وقد أزالها الله في أعوام قليلة ونحن في انتصار زوال الحضارات المنحرفة. شروط ثمانية ** لباس المرأة فيه شروط ثمانية أولها أن يغطى من الرأس إلى القدم، ولكن يجب كشف الوجه في خمس حالات: الحج والصلاة والطب والشهادة أمام القاضى وعند الخطبة وأمام المحارم، ثانيها أن يكون واسعًا لا يصف ثقيلًا لا يشف، وألا يكون زينة في نفسه وألا يكون مطيبًا ولا مبخرًا وألا يتشبه بزى الرجال أو الكافرات وألا يكون ثياب شهرة، وعندما نزلت الآية في سورة الأحزاب قال تعالى “يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين علىهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين” فقال النبي ذلك للمؤمنين - مهاجرين وأنصار بالمدينة - فارجعوا وأعلموا زوجاتكم، فخرج النساء في الصباح يردن صلاة الفجر، وكن يمشين لا يبدين إلا عينا واحدة، يرين بها الطريق وهذا هو الزي الإسلامي الصحيح، أي أن تسير المرأة في الخارج بثوب أسود حتى لا يكون فتانا بألوانه أو فتانا بتجسيده لجسدها، أو فتانا برائحته المطيبة، ولا تظهر إلا عينا واحدة ترى بها الطريق، فإن كان عندها ضعف نظر جاز لها أن تظهر عينيها وهذا شيء ثابت. المعركة متواصلة * لكن هناك من يرى أن الآية تتحدث عن حجاب المرأة وليس نقابها؟ ** إن الذين يقولون إن النقاب ليس من الإسلام لم يدرسوا الشريعة الإسلامية أو السنة النبوية ولا الحديث الشريف ولا تاريخ الإسلام في مبدئه ومطلعه حتى وفاة النبي الكريم، وأسأل الله لهم الهدى وأدعوهم لإعادة النظر في قراءاتهم وثقافتهم هدانا الله وإياهم، والحرب ضد النقاب ليس جديدةً سواء في الداخل أو الخارج حيث تهاجم أصوات من أعداء الإسلام وأنصار التغريب نقاب المرأة المسلمة، ولم تهدأ المعركة التي اشتعلت نيرانها في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي بل وفى العالم الغربى. الحرب ما زالت مستمرة لم تتوقف، والتي تعطينا الرؤية الصحيحة للقرار الفرنسي بحظر النقاب، حيث يمثل انعكاسًا للمعركة، وحالة الاختلاف حول النقاب في بلاد المسلمين لا تعني أنه ليس فرضًا شرعيًا على كل مسلمة وليس رمزًا أو مظهرًا تستطيع المسلمة التنازل عنه. قدمنا لهم مسوغات قرارهم * ولكن لماذا ازداد وارتفع الهجوم خلال هذه الفترة بالذات؟ ** نظرًا لحالة الضعف والالتفاف حول الأحكام الشرعية عند المسلمين وتساهل الأبواق في شأن النقاب ومن هنا صدر القرار الفرنسي الذي لم يجد حول النقاب قوة تحفظ له مكانته في بلاد المسلمين، وازداد الأمر سوءًا بتساهل بعض المرجعيات الإسلامية في الأمر منذ بداية الأزمة منذ سنوات وتقديم التبريرات والمسوغات للحكومة الفرنسية في منع الحجاب، مع أن القرار يتعارض مع علمانية فرنسا وحقوق الإنسان، ولكن لما هان الأمر عند المسلمين كان أهون عند غيرهم من غير المسلمين، فاستطاع الغرب أن ينجح في ترسيخها عبر وكلاء له في دول المسلمين، ويبقى أن المستجدات بالنسبة لكل تعارض مع أحكام الإسلام سوف تكثر، لأن مناخ الضعف والتمزق والانفلات من أحكام الإسلام والتسيب الذي يسود العالم العربي والإسلامي. وأيضًا لا ننسى أن العولمة من مقاصدها تذويب الهوية الإسلامية، والفرصة متاحة الآن في ظل حالة العداء ضد الإسلام المعنونة بالحرب ضد الإرهاب والحرب ضد النقاب أهم مدخل لتفكيك هوية المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع وأساس الأسرة فإن انعدمت هويتها تزلزل المجتمع وانهارت الأسرة إسلاميًا، وبقي الوجه الغربي ظاهرًا في الحياة في بلاد المسلمين. ولكن هي معركة لها طرف آخر وهم المتمسكون بأحكام الإسلام الذين يجاهدون بكل الطرق للحفاظ على هوية المجتمع والأسرة ليظل الصراع مستمرًا، وبقي أن الحرب ضد الحجاب مظهر ووجه من أوجه الصراع ضد الإسلام بأشكال وأنماط مختلفة ومتنوعة. * وهل تتوقع ردود أفعال خلال المرحلة المقبلة لوقف تجاوزات البلدان الغربية تجاه النقاب؟ ** لا أعتقد أن تكون هناك ردود أفعال إيجابية اتجاه الطرح بحظر النقاب في البلدان الغربية، فإذا كانوا يحاربونه في الداخل فهل من الممكن أن يقاتلوا من أجله في الغرب، وإنما تمسك المسلمات في الغرب بدينهم وعقيدتهم ونقابهم وعدم التخلى عن إسلامهم والدعوة، وما كان هذا الذي يحدث إلا بسبب المخاوف من العقيدة المسلمة الخالصة التي بدأت تنتشر وتتسع رقعتها، فكان الرد ما يحدث لعرقلة النجاحات التي حققتها الجالية المسلمة في أوروبا، ومسعى لاستنفار البلدان الأوروبية للتيقظ لهذا الخطر المزعوم عبر السعي لسن قوانين تحد من الحقوق المتاحة أمام هذه الجاليات، وعرقلة اندماجهم، وتحويل القارة لمكان طارد للمسلمين وغير مرتاح لوجودهم.. إن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النقاب في الغرب هى نتاج الاسلاموفوبيا التي أصبحت الهاجس المخيف يهدد الوجود الإسلامى في الغرب ويجعل الغربيين يسارعون في تقويض المد الإسلامي من خلال حزمة من الإجراءات والقوانين التي تستهدف المسلمين في كل مكان ويعد النقاب في الفترة الأخيرة بالون اختبار يستتبع بإجراءات أكثر عنصرية ضد المسلمين.