أظهر مسح أجرته رويترز ونشر أمس أن أغلب دول الخليج العربية ستحقق فوائض مريحة في الميزانية هذا العام وتواصل تعزيز الانفاق في الوقت الذي يواصل فيه ارتفاع أسعار النفط دعم الانتعاش في المنطقة. وأشار متوسط توقعات خبراء في المسح الذي أجري في الفترة من 20 الى 27 ابريل الى أن من المتوقع أن تحقق الكويت أكبر فائض مالي في المنطقة يبلغ %19.4 من الناتج المحلي الاجمالي رغم أنه يمثل انخفاضا من %23.4 في المسح السابق الذي أجري في يناير. وأجبرت أزمة الائتمان العالمي السعودية والامارات- صاحبتي أكبراقتصادين عربيين- على السحب من الاحتياطيات التي جمعت خلال سنوات الطفرة في أسعار النفط حيث أطلقت الدولتان حزم انفاق هائلة لدعم النمو. وفي ظل ارتفاع أسعار النفط الى أكثر من مثلي مستوياتها المنخفضة في أواخر عام 2008 قرب حوالي 32 دولارا للبرميل فمن المتوقع أن تسجل أغلب دول الخليج فوائض في الميزانية وفي ميزان المعاملات الجارية هذا العام. وقالت ريهام الدسوقي كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى بلتون فاينانشال في القاهرة «فيما يتعلق بالسيولة والعائدات المتوفرة.. من المتوقع أن يتحسن أداؤهم المالي هذا العام مقارنة مع العام الماضي.. ولذلك فهم يمتلكون الوسائل التي تمكنهم من الانفاق لتعزيز النمو». وبعد الكويت ستسجل قطر أكبر فائض في المنطقة وتبلغ نسبته %10 من الناتج المحلي الاجمالي تليها الامارات بفائض نسبته %9 رغم مخاوف ديون دبي. وشارك في المسح 17 محللا. ومن المتوقع أن تسجل السعودية فائضا نسبته %4.8 من الناتج المحلي الاجمالي مع ارتفاع أسعار النفط منذ توقعت الحكومة في ميزانيتها عجزا يبلغ 70 مليار ريال «18.67 مليار دولار» هذا العام. وقال دانييل كاي كبير الخبراء الاقتصاديين لدى بنك الكويت الوطني «في حالة الكويت.. بعد خفض الانفاق في ميزانية العام الماضي سيزيدون الانفاق هذا العام وهو الحال أيضا في الامارات..يتوقع أن يكون الوضع المالي الكويتي أكثر ميلا للتوسع هذا العام». وأضاف «هناك شعور الآن بأن بعض تلك المشروعات الكبرى بدأ التحرك بالفعل». ولا تزال ميزانية السنة المالية 2010-2011 بانتظار موافقة البرلمان.