في أعقاب تصريحات رجل دين إيراني ربط بين ارتداء النساء ملابس غير محتشمة واحتمال وقوع زلزال مدمر في طهران، تنطلق في أمريكا "حملة تعري" بمشاركة 30 ألف امرأة احتجاجاً على اعتبار ملابس النساء غير المحتشمة سبباً في حدوث الهزات الأرضية. وحسب صحيفة "مترو" البريطانية الصادرة الجمعة 23-4-2010، تقود هذه الحملة طالبة أمريكية تدعى جنيفر مك كريت التي قالت إنها سترتدي الإثنين القادم أقل ملابسها حشمة، وتطلب من المشاركات معها في الحملة القيام بذلك أيضاً، لتثبت علمياً لحجة الإسلام کاظم صديقي بأن الأحداث الطبيعية ومنها الزلزال لا علاقة لها "بهزات جسم المرأة" ولا بالحشمة في الملبس أو حتى بالانحلال الخلقي على حد تعبيرها. كما بدأت الطالبة جنيفر بحشد أكبر عدد من النساء للمشاركة في هذا "الاختبار العلمي" على حد تعبيرها، وحثتهن على التعري بقدر الإمكان لإظهار أفضل نتيجة، حيث جمعت لحد الآن تواقع 30 ألف امرأة أعربن عن استعدادهن للمشاركة في هذه الحملة. وجاءت تصريحات صديقي بهذا الخصوص في أعقاب التحذيرات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون خصوصاً الرئيس محمود أحمدي نجاد حول احتمالات وقوع زلزال مدمر في العاصمة الإيرانية التي يترواح عدد سكانها بين 10 إلى 12 مليون نسمة، وهي مبنية على أراض تمر من تحتها ما يزيد عن 100 صدع، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة للغاية من الضحايا. وقالت جنيفر "أنا سأرتدي أكثر ملابسي كشفاً للجسم، أي ذلك الذي أرتديه للخروج الليلي في المدينة". وأضافت "أشجع الإناث المشككات الانضمام لي واحتضان السلطة الخارقة في صدورهن، فنحن بالقوة الكامنة في أجسامنا نسطتيع حتماً إحداث هزة أرضية". وإذا ثبت عكس ذلك وأنا متأكدة بأن صديقي سوف يتوصل إلى تفسير منطقي لماذا لم تنخسف الأرض ولم ترتعد تحت أقدامنا". وكان رجل الدين كاظم صديقي قد اعتبر السبب وراء هذه الكارثة الطبيعية المميتة بسيط للغاية وهو "استشراء الرذيلة والزنا في أنحاء طهران وذلك نتيجة لارتداء ملابس غير محتمشة من قبل النساء، إذ يريد الله معاقبة المذنبين"، وأوضح أن "النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب يقدن الشباب إلى الضلال، ويفسدن عفتهن وينشرن الزنا في المجتمع، وهو الأمر الذي يزيد من وقوع الزلازل". وكان آية الله عزيز خوشوقت، وهو واحد من كبار رجال الدين، قال للمصلين أثناء خطبة أخيراً في شمال طهران "أخرجوا إلى الشوارع وتوبوا من ذنوبكم. العذاب الإلهي واقع علينا. أتركوا المدينة". وتأتي التحذيرات المتعلقة بالزلزال عقب أسابيع من الشكاوى من جانب شخصيات دينية حول ما يصفونه بالتدني في المعايير الأخلاقية في البلاد، خصوصاً في ما يتعلق بالنساء اللاتي خلعن الحجاب الإسلامي التقليدي والثوب الطويل عند قدوم فصل الربيع. وحتى بين الكثيرين من السكان غير المتدينين في العاصمة، البالغ عددهم 12 مليوناً، لم يتم أخذ هذه التحذيرات باستخفاف، فطهران تعد واحدة من أكثر العواصم المعرضة للزلازل في العالم، حيث أنها بنيت فوق تقاطع اثنتين من الطبقات التكتونية الرئيسية في الأرض. وهناك أكثر من 100 صدع تحت هذه المدينة. وأسفر زلزال ضرب مدينة بام، شرق إيران، عن مصرع عشرات الآلاف من الناس في عام 2003. والمخاوف من تعرض طهران لزلزال كبير ليست جديدة، لكن النشاط الزلزالي المتزايد في جميع أنحاء العالم - بداية من الزلازل التي وقعت في الصين إلى باخا كاليفورنيا، إلى جانب الانفجار البركاني في أيسلندا - لم يقد إلى شيء سوى زيادة هذه المخاوف، ناهيك عن أن العلماء يؤكدون أنه من المستحيل التنبؤ بالتوقيت الأكيد لوقوع أي زلزال. وقال أحد السكان المحليين العاطلين عن العمل: "إذا كانت الرذيلة هي ما تتسبب في وقوع الزلازل لكان ينبغي وقوع فيضانات وانفجارات بركانية في طهران كذلك، لأن جميع الخطايا ترتكب في هذه المدينة الشاسعة".