يقول سلاح البحرية الأمريكية إن القراصنة الذين اختطفوا ناقلة نفط سعودية عملاقة في مياه المحيط الهندي، يتجهون بها الآن إلى ميناء صومالي يستخدمه القراصنة في منطقة بونتلاند. وتعد الناقلة Sirus Star هي أكبر سفينة يتم اختطافها حتى الآن حيث تبلغ حمولتها من النفط مليوني برميل أي ما يعادل ربع إنتاج النفط اليومي للسعودية، كما تبلغ قيمة تلك الحمولة 200 مليون دولار. وجرى اختطاف الناقلة في عملية وصفت ب" غير المسبوقة" حيث كانت على مسافة 860 كيلومترا من الساحل الكيني يوم الأحد الماضي. وكان على متن السفينة طاقم مؤلف من 25 شخصا، بينهم بريطانيان، وتفيد الأنباء أنهم جميعا بخير. ويقول فرانك جاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إن عملية الاختطاف غير عادية نظرا لحجم الناقلة ولبعد المسافة التي وقعت فيها عن الساحل. كما يشير إلى أن وقوع عملية من هذا النوع تشير إلى عدم فعالية القوة البحرية متعددة الجنسيات التي نُشرت في المنطقة لمحاربة القرصنة. "احتجاز رهائن" ويقول الأسطول الخامس الأمريكي المنتشر في المنطقة إن الناقلة العملاقة تتجه الآن إلى ميناء إيل، وهو موقع بحري يستخدمه القراصنة على ساحل منطقة بونتلاند. وقال الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في مؤتمر صحفي بالبنتاجون يوم الاثنين ، إن القراصنة الذين نفذوا العملية مدربون جيدا . وأضاف " بمجرد صعودهم إلى سطح السفينة يصبح من الصعب إنزالهم، لأنهم ببساطة يحتجزون رهائن". وتمثل عمليات القرصنة التي تقع في خليج عدن وقبالة الساحل الأفريقي، وهي مسطح مائي مساحته مليون ميل مربع، ثلث عمليات القرصنة في العالم هذا العام، طبقا لأرقام المجلس الدولي للملاحة. لكن هذه العمليات عادة ما تنتهي بسلام بعد مفاوضات لدفع فدية، غير أن مراسلنا يقول إن ردا عسكريا غير مستبعد في حالة الناقلة السعودية نظرا لحجمها وقيمة حمولتها. ولا يزال قراصنة الصومال يحتجزون حوالي 12 سفينة عليها طواقم عددها 250 شخصا فيما تستمر المفاوضات بينهم وبين الجهات المالكة لهذه السفن. وخلال الشهر الجاري فقط، اختطف القراصنة سفينة شحن يابانية قبالة ساحل الصومال، وسفينة صيد صينية قبالة ساحل كينيا، وسفينة نقل تركية عليها حمولة من المواد الكيماوية كانت متجهة إلى اليمن. سلامة الطاقم وكانت الناقلة سيروس ستار، التي بنيت في كوريا الجنوبية، في طريقها إلى الولاياتالمتحدة عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى ارتفاع في أسعار البترول الخام. ويبلغ طول السفينة 330 مترا ووزنها 318 ألف طن، أي ما يعادل حاملة طائرات أمريكية عملاقة. وتملك شركة النفط السعودية أرامكو الناقلة التي قامت برحلتها الأولى في مارس/أذار الماضي. وتقول شركة فيلا إنترناشيونال المشغلة للناقلة إن طاقهما بخير وإنها قد بعثت فرقا إلى المنطقة للتعامل مع الحادث وضمان إطلاق سراحهم سالمين. وإضافة إلى اثنين من البريطانيين، يضم الطاقم أشخاصا من كرواتيا وبولندا والفلبين والسعودية. مخاوف وكانت دراسة صادرة عن معهد أبحاث تشاثام هاوس البريطاني قد حذرت في الشهر الماضي من المخاطر المترتبة على تزايد عمليات القرصنة في المنطقة، مشيرة إلى إمكانية ارتباطها بحركات إرهابية. كما حذرت الدراسة من الأثر المتوقع على قناة السويس إذا كفت الشركات الملاحية عن استخدام المسارات الملاحية في خليج عدن والبحر الأحمر. وفي النرويج، قالت مجموعة الشحن النرويجية أودفيل إنها قررت تجنب استخدام قناة السويس وخليج عدن لتجنب هجمات قراصنة وستغير مسار سفنها الى رأس الرجاء الصالح على الرغم من ارتفاع التكاليف. ونقلت وكالة رويترز عن تيري ستورينج المدير التنفيذي للشركة النرويجية: "لن نعرض طواقمنا بعد اليوم لمخاطر الخطف في خليج عدن."