أزاحت سلطات الأمن الستار، أمس، عن غموض قتيل الصندوق، وتوصلت إلى حقائق مثيرة عن تواطؤ زوجته مع رجل آخر في الإجهاز على الزوج. ونقلا ٌ عن جريدة عكاظ كانت وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة البحث والتحريات في شرطة جدة عملت منذ الأربعاء الماضي على جمع الخيوط والدلائل لكشف غموض الجثة المخفية في صندوق سيارة متوقفة قرب «شبك المطار»، ووضعت الأجهزة الأمنية عدة فرضيات حول الحادث مع استبعاد دافع السرقة، إذ عثرت في مركبة المغدور على وثائق وصور شيكات تزيد قيمتها عن 400 ألف ريال، وهو الأمر الذي حفز سلطات الأمن للبحث عن احتمالات أخرى مثل الانتقام والثأر، لكنها عادت واستبعدت الفرضية على خلفية السيرة الحسنة للقتيل، وعدم وجود خصومات وعداوات له. إزاء هذه التقاطعات تحركت الأجهزة الأمنية في البحث عن محيط علاقات الراحل وسر البلاغ الذي وصل من أسرته عن اختفائه. كشفت التحريات المكثفة عن شبهات تحيط بزوجة القتيل التي لم تكن تخفي حزنها على فاجعة رحيل رفيق دربها، ومع ذلك عملت الأجهزة الأمنية على استدعائها والاستماع إلى أقوالها، وبتضييق خناق الأسئلة عليها بدت عليها علامات الارتباك والاضطراب، لتخرج سريعا من نوبة أحزانها للدفاع عن نفسها، الأمر الذي زاد من شكوك المحققين وارتيابهم. في الجانب الآخر استمر فريق أمني في البحث عن محيط علاقات الراحل، ووصل إلى صديق له يعمل في إحدى الشركات اختفى بعد الجريمة مباشرة، فتبين أنه استاذن في الخروج من مقر عمله في العاشرة صباحا ولم يعد. ربطت السلطات بين كل الخيوط وضيقت خناق الأسئلة على الزوجة فانهارت معترفة وأدلت بحقائق مثيرة عن تواطئها مع صديق زوجها. وأشارت في التحقيقات إلى علاقة ربطته مع المتهم، وفي يوم الجريمة عاد المغدور من مقر عمله ليجدها مع صديقه، فاستل المتهم سكينا وسدد طعنتين قاتلتين إلى صدر غريمة أوقعته قتيلا، وكشف الاستجواب أن الاثنين تعاونا في وضع الجثة في حقيبة ليحملها الصديق ويضعها في صندوق سيارته، فيما تولت الزوجة تنظيف آثار الدماء من الشقة وإبلاغ شقيقه عن غياب زوجها المفاجئ. إلى ذلك وعد المتحدث الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد بإعلان كافة نتائج التحقيق بعد استكماله، مشيرا إلى أن المتهمين رهن التحري في مقر الشرطة. تابع العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، إلى جانب مدير التحقيقات الجنائية، وأشرف عليه مدير البحث الجنائي، وقاد العمل الميداني رئيس وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس.