بحضور عدد كبير من زعماء العالم، وبعد مفاوضات استمرت أسبوعين،فشلت قمة المناخ في كوبنهاجن في التوصل لاتفاق ملزم للدول المشاركة حول حماية الكرة الأرضية من عمليات التحول المناخي والحد من الاحتباس الحراري الذي يهدد الجزر والكيانات الصغيرة القريبة من الشواطئ. وبعد سلاسل متعددة من المفاوضات التي وصفها الكثير -كرئيس وزراء السويد فريدريك راينفيلد وغيره- بأنها صعبة ولم تظهر الوئام والإتفاق ومن بداياتها تم الاعلان عن وضع وثيقة سميت وثيقة كبونهاجن غير ملزمة لأكثر من 190 دولة شاركت في القمة. وبقيت مجموعة من الدول من بينها الدول النامية وهي المسماة The Group of 77 خارج الاتفاق . وكان من تعليقات مدير صندوق البيئة الدولي كيم كرستنسن على نتيجة قمة المناخ بقوله : أن الدنمارك فشلت في بناء الجسور بين الدول الفقيرة والدول الغنية في هذه القمة. وفي مؤتمر صحفي خاص أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن سعادته للتوصل لهذا الاتفاق، وقال أنه خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، معرباً عن أمله في أن يقود هذا الاتفاق الى اتفاق قادم ملزم في نهاية العام المقبل في قمة المناخ المقبلة في المكسيك. فى غضون ذلك، عقد وزراء البيئة العرب فى كوبنهاجن اجتماعاً برئاسة عمر موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحثوا فيه آخر ما توصلت إليه قمة كوبنهاجن ومدى ملائمتها للدول العربية فى خطوة وصفت بأنها "خريطة طريق عربية استعداداً لمؤتمر المناخ المقبل فى المكسيك ". وكانت مجموعة من الدول قد قررت بالتقدم بمقترحات مضادة للوثيقة المقترحة التى من المنتظر أن تكشف عنها الدنمارك بشأن ما توصل إليه مؤتمر كوبنهاجن للتغيرات المناخية. وصاغت الدول النامية مقترحها مسبقاً كإجراء استباقى مضاد للبيان الختامى لقمة كوبنهاجن. وكان مما وجدناه في رسالة وجهها البروفيسور سالم آل عبدالرحمن لقادة بعض الدول المشاركة : إن على مجتمعنا الإنساني أن يدرك بأن إعتماد المنهج العلمي الموضوعي والطرائق العلمية الراسخة ومعايير ومواصفات القياسات الصحيحة والمجربة في العمل والحياة في كل المشاريع الخدمية والإنتاجية التي يجب أن تتوجه لخدمة الشرائح البشرية اليوم وخاصة في الدول الفقيرة والمهددة بالأخطار البيئية أكثر من غيرها بالإضافة إلى إعطاء أهل الحق وفي العديد من دول العالم لكافة حقوقهم المغتصبة – بعد أن نترك قضايا تشكيل الآخر حسب مزاجنا وكيفما نريد ، ونتعاهد فيما بيننا على رعاية الأمانات - التي هي أعلى من أي مقياس أو مؤشر - كما نتعاهد تسليم المناصب حيث تقوم الكفاءة والنزاهة و إستشعار ضرورات العدالة في أحكامنا مع الإحتكام إلى الناموس الإلهي حال التعامل مع الآخر هذا هو الذي سيفتح لنا الطريق المؤدي الى أن يكون لنا مكان (ما) تحت الشمس في عالم الغد، فهلا شعرنا قليلا بذلك لنبدأ رحلتنا الجديدة بعد أن نتجاوز كل العوائق التي وضعت لنا (أو وضعناها لأنفسنا) علنا نصيب قليلاً من الفتوحات في تخوم المجهول، قبيل حلول ما لا نقدر على دفعه فيما تبقى من عمر هذا الانسان على هذه الأرض؟!