أطلق مركز وابل للتدريب النسائي أول فعالياته من خلال برنامج "رؤية لإعداد الكوادر القيادية النسائية " ، بهدف نشر ثقافة العمل المؤسسي المنظم في العمل النسائي، لصناعة منتجات إدارية ، وذلك بقاعة الأمير سلمان بفندق الشيرتون. وقال الدكتور محمد الحربي إن فكرة البرنامج انطلقت من مسلمة وجود حاجة ملحة لوجود قيادات للقطاع الخيري تقوم بالعمل وتسد الثغرات الموجودة في القطاع الخيري عبر دورات تطويرية وتدريبية مقننة. وأضاف الحربي بان مركز وابل عمل على دراسة الاحتياجات التدريبية في المؤسسات الرسمية والتطوعية بأساليب علمية حديثة لتقديم كافة البرامج التدريبية في المجالات التالية ( الادراية والمالية الاجتماعية والأسرية تطوير الذات) بالإضافة إلى تقديم مختلف الاستشارات الادراية والتدريبية من قبل مختصين مشرفين ذوو كفاءات عالية . وقال د.محمد الحربي بان هذا البرنامج المجاني يستمر لمدة ثمانية شهور بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع ويحفل بإقامة الدورات التدريبية وبالإضافة إلى ورش العمل والمناقشات الجماعية والمحاضرات واللقاءات التربوية والزيارات والتجارب العملية ودراسة الحالات ويحظى البرنامج بدعم مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية. وقالت أسماء الراجحي _ نسعى من خلال وابل إلى صناعة التدريب الاحترافي وتوطين العمل التطوعي والالتزام بمعايير الجودة في العمل لذلك انطلق مشروع رؤية في العمل الذي سيسهم بإذن الله في تطوير القيادات وخاصة العاملات في المجال النسائي حيث تم الترشيح من خلال منهج علمي لإكساب المشاركات المهارة والعلم . وابتدأت د.رقية المحارب كلمة بعنوان" القيادات النسائية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم" بقولها: أن هذا الدين عظيم بتشريعه تام الأركان محفوظ من التحريف والبطلان حفظ الله كتابه وحفظ به أحكامه وهذه حقيقة أغاضت الأعداء فدبوا على تشويه الإسلام لكنهم لن يستطيعوا لان الله حفظ دينه "يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره" فالسعيد من كان مشعلا للنور من الرجال والنساء فان الدين لايفرق بين الرجل والمرأة في أصل التكليف ولافي الجزاء. وان اختلاف اليسير في الأحكام ليعطي التكامل ويمنع التنازع والتضاد، ولا تعدو الاختلافات أن تكون طفيفة في الحقوق والتكاليف بينها وبين الرجل وهي نزر يسير لايتعدى عدة مسائل ؛ نظرا لما بينها من اختلاف في الطبيعة والخلقة التي جبلهما الله تعالى عليها : قال الله " وليس الذكر كالأنثى "فما يليق بالمرأة من مهام وتبعات قد لايليق اداؤاه بالرجال ، وذلك لما في النساء من رقة الطبع وحنو العاطفة وسرعة الانفعال ومافي الرجال من شدة وقوة وبطء الاستجابة والانفعال والعكس صحيح فان للرجل اختصاصات خصه الله تعالى بها تتناسب وقوة بدنه واحتماله للشدائد والصعاب مالاتستطيعه النساء. وأضافت المحارب بأننا حين ننظر إلى حمل المرأة لمشعل الهدى في التاريخ في التاريخ الإسلامي نجد حقيقة لاتخطئها العين هي أن المرأة شاركت في حمل هذا الدين بالعلم والعمل والدعوة والاحتساب بل وشاركت في الجهاد وتبليغ العلم لاسيما في العصور الفاضلة كن سباقات للخير سباقات لتعلم العلم وتعليمه، وبذلن في ذلك الوسع واستغرقن الوقت ولنا فيهن أسوة . وبينت د. رقية انه نظرا لتنوع مجالات الخير من العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب داخل المجتمع الواحد، فان هناك من هذه المجالات مالا يستطيع اختراقه ولا الولوج إليه لنشر الخير وإزالة المنكرات التي يتشبث بها البعض الاالنساء المتخصصات في هذا المجال، أو على اقل تقدير اللائي لديهن القدرة على التحدث والإقناع مع مثيلاتهن من النساء لاسيما إذا حازت أحداهن سلطة رسمية تتمكن بها من رفع الجهل ووقف أنواع المنكرات التي ترتكب سواء أكانت تفعل جهلا بحكمها أم استهتارا بأمر الله تعالى ونهيه وتكاسلا عن تنفيذ ما يقضي به ولي الأمر ، فان الله تعالى يزع بالسلطان ملا يزع بالقران . وركزت المحارب على أهمية توفر بعض الشروط لمن تريد أن تشارك في الدعوة إلى الله وتشارك في القيادة في نفسها أو حالها منها الإخلاص لله وحده وابتغاء وجه الله تعالى؛ فهو رأس الدين وعليه مناط القبول في الآخرة والتوفيق للخير في الدنيا.كما عليها أن تتصف بصفات القيادة كالصبر والعفو والإحسان والجاذبية في الصفات الشخصية. وأضافت المحارب أن دور المرأة في الجهاد عبر العصور واضحا فالجهاد قد يكون بالحجة والبرهان وقد يكون بالمال وقد يكون بالنفس فإما الجهاد بالحجة والبرهان وبالمال فان المرأة فيه مثل الرجل فعليها أن تدعو إلى الله تعالى وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة .وفي صحيح مسلم عن انس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين بالماء ويداوين الجرحى. وأشادت بدور المرأة على مر التاريخ خصوصا في مجال العلم الشرعي قد أبلت بلاء حسن وسهم طيب على غير ما يتوقع كثيرون ، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هي كبيرة محدثات عصرها ونابغته في الذكاء والفصاحة وكانت عاملا كبيرا ذا تأثير عميق في نشر سنة رسول الله فحمل عنها ربع الشريعة كما يقول الحاكم النيسابوري، وكانت أم المؤمنين من كبار المفتين في عصرها وكان كبار أصحاب النبي يسألونها عن الفرائض ويرجعون إليها لحل ما أشكل عليهم حتى ألف الزركشي كتاب "الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة "وكذلك عصر التابعيات فيه نماذج كثيرة. وقالت رقية المحارب أن كبار العلماء يتخرجون على النساء فمن يطالع كتب التراجم والتاريخ يجد أخبار كثير من النساء في مجال العلم اللاتي حباهن الله نور العلم والفهم فتفتحت بصائرهن وتخرج في مدارسهن كبار العلماء. مما يوضح لنا دور المرأة في مناحي الحياة منها العلم والحسبة والجهاد ، وكذلك صولات وجولات في كثير من مرافق المجتمع تربي وتعظ وتأمر وتنهى وتدرس وتشير بالرأي . واختتمت بقولها : اسأل الله أن يجعل في هذا المشروع تعاونا على البناء الذي تحتاج إليه الأمة من إعداد الكوادر القيادية الفاعلة في المجتمع وما أحوجنا اليوم مع توسع المؤسسات المدنية ورغبتنا لبناء مستقل عن الرجال أن نؤهل قيادات في جميع التخصصات متمكنة تستطيع أن تسير بالسفينة إلى بر النجاة. وقالت خديجة الصغير عرف البعض التدريب بأنه صناعة البشر ومن هنا تتضح أهمية التدريب لتغيير القناعات والسلوك لذلك نحن بحاجة إلى سد ثغرات في العمل الخيري فالقائدة لأي منظمة هي بمثابة القلب النابض للمنظمة ثم لما حولها من أفراد المجتمع . وقالت نوال العلي _ المستشارة الاجتماعية _ نحن بحاجة إلى رؤية متكاملة لتطوير القيادات النسائية التي تدفع مسيرة العمل المؤسسي أو الخيري إلى الإمام من خلال عدد من الآليات تضم كل آلية عددا من الإجراءات والعمل المنظم، وقد هطلت اول قطرات وابل من خلال برنامج"رؤية لإعداد الكوادر القيادية النسائية " ثم كانت مفاجأة اللقاء التعريفي الأول لبرنامج رؤية لإعداد القيادات النسائية بحيث أن أصداء هذا الرؤية قد غرست في خارج المملكة حيث وصلت المغرب والعديد من الدول الخارجية التي ستتابع برنامجنا عبر الموقع لنخرج قيادات نسائية مبدعات.