طالب المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان بالتشهير بمن يثبت تورطه في فساد مالي أو أخلاقي فيما يتعلق بكارثة سيول جدة. وأكد الشيخ العبيكان: "إن التشهير في مثل هذه الحالات مطلب ملحّ، لأن من ساهم في الكارثة ارتكب ذنبا مركّبا، بإهدار المال العام وتدمير المنشآت وإزهاق الأرواح" ، مطالبا بسرعة معاقبتهم، ومعتبرا أن تشكيل لجنة للتحقيق يعتبر نقلة نوعية في برنامج مكافحة الفساد، وهو البرنامج الذي ينتهجه الملك عبد الله منذ زمن بعيد. وطالب العبيكان في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية 10-12-2009 بأن تتبع هذه الخطوة خطوات أخرى في سرعة معالجة مجاري السيول في جميع مناطق المملكة قبل وقوع كارثة في مدن أخرى مثل الرياض، خصوصا في ظل وجود بعض المساكن في بطون الأودية، مناشدا الجهات المختصة بأن يكون هناك إجراء قوي وحازم لمعالجة تصريف السيل حتى لا تتكرر مأساة جدة في مدن أخرى. هذا فيما ارتفعت نسب وأرقام الإحصاءات بعد وصول عدد الشهداء رسميا إلى 118 فيما تؤكد مصادر عديدة أن عدد الضحايا يتجاوز المئات، وأن العديد من مستشفيات جدة ومراكز الطب الشرعي فيها الكثير ممن لم تنزل أسماؤهم في القائمة، وبعضهم لم يتم التعرف عليه بعد للتحلل. هذا فيما قال العميد محمد عبدالله القرني رئيس المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة إن الأضرار في الممتلكات تخطت 9845 عقارا و حصرت 8828 سيارة ومركبة تالفة ليصل الإجمالي نحو 18723 ألفا، فيما وصل عدد الأشخاص الذين تم إيواؤهم 24033 ألفا. وهناك متابعة على مدار ال 24 ساعة لاحتياجاتهم، وسيتم التمديد لهم بحسب الحاجة، فيما سيعود العديد منهم قريبا لمنازلهم بعد إكمال اللجان لحصر الأضرار التي لحقت بهم. احتواء الأضرار من جهة أخرى تواصل أمانة جدة احتواء الأضرار وتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية حيث تواصل تخفيض منسوب مياه البحيرة بعد فتح القناة الثانية لتسريب مياه الأمطار والسيول بعمق 5 أمتار وبعرض 4 أمتار عن طريق العقوم الترابية، مما أدى إلى انخفاض مستوى المياه بشكل ملحوظ في ظل وجود أربعة مصدات ترابية وبعض العقوم التي يبلغ مستوى المياه فيها عمق مترين ونصف المتر، إلى جانب شق مصارف جانبية لكل عقم، وشق قنوات صغيرة مساندة لتصريف بعرض يتجاوز 4 أمتار. ويأتي ذلك بعد فرض غرامة 5000 آلاف ريال على كل من يخالف قرار منع الصب في البحيرة من قبل "وايتات" الصرف الصحي وتوجيههم إلى أماكن أخرى في الرويس والخمرة والإسكان مما تسبب بشكل أو بآخر في اشتراط أصحابها رفع الأسعار بشكل طفيف. ميزانية مفتوحة من جهة أخرى، أكدت مصادر في التربية والتعليم ل"العربية.نت" أن الإدارة المالية في الوزارة خصصت ميزانية مفتوحة من أجل العمل على إعادة تأهيل المدارس المتضررة من سيول وأمطار كارثة جدة الأخيرة في خطوة استباقية ووقائية لضمان سلامة المنشآت والمرافق التعليمية، وخصوصا في جهات مثل مخطط المساعد والصواعد. ويأتي ذلك بعد حضور لجنة من الوزارة ومتابعتها الميدانية للوضع وإقرارها العديد من الإجراءات المتعلقة بذلك. حقوق الإنسان من جهتها كشفت هيئة حقوق الإنسان أمس في جولاتها الميدانية عن وجود فريق إدارة كوارث أمريكي لمعالجة وضع بحيرة المسك حيث طمأن رئيس الفريق كافة أعضاء الهيئة عن وضع البحيرة في ظل الإجراءات الأخيرة. وقال رئيس الفريق الأمريكي مايكل كافانا لأعضاء الهيئة وصحيفة عكاظ إنه "لا خطورة من البحيرة أو سدها الاحترازي حاليا، وخصوصا بعد وقف صب مياه الصرف فيها"، ونفى في الوقت نفسه وجود تسرب للمياه تحت أنقاض مخلفات البناء والتي تتجه مباشرة نحو منازل سكان حي التوفيق، وأكد أن فريقه سيقف على الوضع هناك لدراسته بشكل واف قبل البدء في عمله لمعالجة البحيرة، مؤكدا أن الجسم المائي للسد يصد حاليا 7 ملايين متر مكعب من المياه فيما تحتوي البحيرة على 14 مليون متر مكعب من المياه. هذا في الوقت الذي تشير توقعات لجنة حصر الأضرار إلى أن حاجة جدة لتصحيح مسارات الأودية في المحافظة تحتاج إلى أكثر من خمسة مليارات ريال لتنفيذ ثمان قنوات تصل من بطون الأودية في أقصى الشرق من المدينة وإيصالها بقنوات تصريف مياه الأمطار والسيول الثلاثة المتجهة إلى البحر بطول 56 كيلومترًا و بأحدث وسائل درء مخاطر السيول عن الأحياء التي تقع شرق الخط السريع والتي تفتقد إلى مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، وبالأخص التي تقع منها في بطون الأودية المتفرعة من الأودية الرئيسية التي تصب في بحر جدة. وتشمل التكلفة نزع ملكيات تقدر بأكثر من مليارين ونصف مليار ريال.