هبّ تيار ردود الأفعال الرافضة للحملة الإيرانية الداعية إلى تسييس موسم الحج، ليرد على تصريحات مسؤولي طهران، التي قادها المرشد الديني علي خامنئي، والرئيس أحمد نجاد، بمباركة أطياف حكومية ودينية إيرانية.وتلت دعوة الرياضطهران إلى عدم تسييس الحج، التفافة إسلامية حول السعودية، التي شهد الجميع لها ببذل الغالي والنفيس في إطار مخططها الهادف إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتوفير الأجواء المناسبة، والخدمات المكتملة، ليتسنى لهم أداء مناسكهم في أجواء روحانية آمنة. وبعيداً عن المشهد السياسي «المتوتر»، تعالت أصوات «عقلانية» مشددة على أن الحملة الإيرانية الساعية إلى تسييس موسم الحج، تمثل عبئاً إضافياً، يثقل كاهل جسد الأمة الإسلامية، التي لن تقوى على تحمله طويلاً. وافقها رأي الباحث الإسلامي والمطوف السيد سمير برقة الذي شدد على أن «في تسييس الحج ضياع وتفريط في شريطة الإسلام الأساسية». وألمح إلى أن موسم الحج الذي يشهد كرنفالات دينية كبيرة تجتمع داخلها أفواج المسلمين، «لا يعدو كونه ركناً أساسياً من أركان دين يجتمع معتنقوه في التوحيد والوحدانية». وزاد: «إذا عدنا إلى الموروث الحجازي، سنجد أن أهالي مكةالمكرمة كانوا يطلبون من الحجيج خلع عمائمهم عند حدود الحرم، فلا زعامة ولا عرق ولا مال يعلو في البلد الحرام على الإسلام، كما أن لها حرمة تسمو بها عن الأغراض السياسية والمطامع الدنيوية، ولنا في قصة زعيم قريش عبدالمطلب جد النبي صلوات الله وسلامه عليه مع أبرهة الحبشي مثل في ذلك، إذ رفض الدخول معه في أية مهاترات أو صراعات، وترك مهمة حماية البيت للسماء». وطالب برقة بالاستفادة من التجربة السعودية العالمية الرائدة التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للمطالبة بترسيخ مبدأ الحوار، إلا أنه شدد على أن السعودية حكومة وشعباً لن تقبل «أية تجاوزات على أرضها». وبدورها، تفاعلت الأوساط المجتمعية في مكةالمكرمة مع حالة الشد والجذب بين طهرانوالرياض حول تسييس الحج، وألقت موجة التصاريح المتبادلة بدورها على أطياف المجتمع المكي كافة الذي فند الادعاءات الإيرانية، ورفض عمدة حي الرصيفة في مكةالمكرمة سامي يحيى معبر اعتبار الحدة التي طغت على أحاديث الكثيرين في مكةالمكرمة إبان تعليقهم على الحملة الإيرانية الأخيرة دليلاً على ظهور موجة غضب عارم اكتسحت الأوساط الاجتماعية في العاصمة المقدسة، مشيراً إلى أن رفض المكيين للمساومة الإيرانية على جودة الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية إلى حجاج بيت الله الحرام من مختلف الأقطار والأطياف على حد سواء، كانت سبباً وراء تلك «الغيرة». وشدد عمدة حي الرصيفة على أن المكيين جبلوا على خدمة ضيوف الرحمن، وظل هذا ديدنهم على مر السنين، خصوصاً وقد أسهمت التوجيهات الحكومية والتسهيلات المادية والمشاريع الضخمة في تحويل المناسك الدينية التي أرقت المسلمين وأضنتهم طوال القرون الماضية إلى «رحلة سياحية ميسرة».