قبل حوالي أسبوعين فقط من حفلة المغنّية الأميركية بيونسي نولز الأولى في مصر، فاجأ أحد نواب «الإخوان المسلمين» حمدي حسن، رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف ووزير الداخلية حبيب العادلي بسؤال عن سبب السماح لفنانة تظهر عاريةً في أغانيها وتنشر «الفسق والفجور» بإقامة حفلة في مصر! وذهب نائبنا إلى تذكير الحكومة بأنّها رفضت سابقاً السماح لفرقة أناشيد إسلامية تغني للأطفال بدخول البلاد. غير أن مداخلة حسن جاءت متأخرة، ما طرح علامات استفهام عدة، وخصوصاً أن حفلة بيونسي أعلنت قبل أكثر من شهر. طبعاً ليس هذا هو الهجوم «الإخواني» الأول على نشاط ثقافي أو فني، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتريّث فيها هؤلاء في إطلاق هجومهم. وقد تزامن هذا الهجوم مع أزمات سياسية عدة تواجه الجماعة السياسية المحظورة في مصر. ومع ذلك، لم يفوّت نواب «الإخوان» الفرصة للفت الانتباه إلى الحفلة التي حرص منظّموها على إقامتها بعيداً عن القاهرة بهدف الهروب من مشاكل واجهت حفلات سابقة، أبرزها تلك التي قدّمتها شاكيرا. ورغم أن المتشددين دينياً في ماليزيا نجحوا في إلغاء حفلة مماثلة كانت ستقيمها بيونسي في تشرين الثاني (نوفمبر) أيضاً، ولم يرضخوا حتى بعدما تعهّدت «الجوهرة السمراء» بارتداء ملابس محتشمة، إلا أنّ حفلة المغنية الأميركية لن تكون مهدّدة بالإلغاء. السؤال الذي وُجِّه إلى الحكومة تحت قبّة البرلمان المصري لا يعدو كونه تسجيل موقف من جانب «جماعة الإخوان المسلمين» التي يدرك نوابها أن الحكومة لن تستجيب لطلباتهم، وخصوصاً أنّ منظّمي الحفلة اتخذوا احتياطات عدة تسمح بمرور المناسبة من دون أزمات، أوّلها إقامة الأمسية في منتجع سياحي على ساحل البحر الأحمر، وبالتالي لن تتكرر المهزلة المرورية التي شهدتها القاهرة بسبب حفلة شاكيرا التي أقيمت تحت سفح الهرم وأدّت يومها إلى توقّف السير في العاصمة وضواحيها لساعات. كذلك، فالوصول إلى حفلة بيونسي يتطلّب الذهاب بالطائرة والإقامة في فنادق المنتجع السياحي، ما يعني أنّ الميسورين فقط سيشاركون في الحفلة التي وصل سعر البطاقة لحضورها إلى 400 دولار لا تشمل الإقامة والسفر. صحيح أن هناك تذاكر تبدأ من 40 دولاراً، لكن هذا لا يعني تسرّب مثيري الشغب إلى الحفلة، مثلما حدث مع شاكيرا التي كان يصعب السيطرة على جمهورها عندما كانت تغنّي تحت الأهرام، وبالقرب من مناطق شعبية عدة