أشعلت بيونسيه الاعتراضات منذ أيام داخل أروقة البرلمان المصري عندما طالب نائب «الإخوان» المسلمين حمدي حسن بمنع إقامة حفلة مطربة البوب الأميركية المقرر إقامتها في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في منتجع «بورت غالب» السياحي في مرسي علم. واستنكر النائب إقامة حفلة موسيقية لمطربة يرتبط اسمها كما قال «بالخلاعة والعري». هذه القصة الجديدة القديمة أضحت مادة دسمة لوسائل الإعلام والأوساط الاجتماعية والفنية المصرية، إلا أن تجارب مشابهة سابقة تشير إلى أن الحفلة لن تحول دون إقامتها أي اعتراضات أو استياءات. فعلى رغم احتجاجات شخصيات عامة عدة على حفلة المغنية الكولومبية شاكيرا على مسرح الصوت والضوء تحت سفح الأهرامات عام 2007، أقيمت الحفلة في موعدها. كما شهدت حفلة الفنان عمرو دياب في آب (أغسطس) الماضي في «بورتو مارينا» في الساحل الشمالي الكثير من المشاجرات والمشادات بين الجمهور والحرّاس. أما حفلات تامر حسني فحدث ولا حرج عما تشهده من تحرشات وانفلات تنظيمي. ومن المقرر وصول بيونسيه مع فريق من 70 شخصاً قبل الحفلة بيوم واحد. ويتردد أنّها حصلت وحدها على مليون ونصف مليون دولار. ورواد الحفلة هم من الطبقة المخملية في مصر، إذ يتطلّب الذهاب إلى «مرسى علم» السفر بالطائرة والإقامة في فنادق سياحية. وسعر التذكرة حوالى 400 دولار ... ويحاكي موقف «الإخوان» ما حدث قبل أسابيع في ماليزيا إثر اعتراض بعض النواب الإسلاميين على إقامة حفلة لبيونسيه نفسها، بسبب أزيائها ورقصاتها المثيرة ليتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى. الحفلة هي الثانية التي تقرر المغنية السمراء إلغاءها في ماليزيا، بعدما ألغيت حفلة لها عام 2007 بسبب الاعتراضات القوية للإسلاميين. إشكالية إقامة حفلة بيونسيه أو غيرها من الحفلات الغنائية وما يصاحبها من لغط وآراء مؤيدة وأخرى معارضة، يذكّر بلعبة «الثعلب فات» التي تعبر عن الازدواجية واللف داخل دائرة مفرغة. ويرى كثر أن مثل هذه الاحتجاجات من جانب نواب «الإخوان المسلمين» وغيرهم لا داعي لإثارتها، بينما الفقر والبطالة والمرض وغيرها من المصائب تنهش في أجساد المواطنين. ويتساءلون كيف لمن لم يستطع إدارة مشاكل التعليم في بلاده أو توفير مسكن آمن لمن انتخبه نائباً في البرلمان أن ينتقد استضافة حفلة لشاكيرا أو يمنع حفلات لنانسي عجرم وإليسا وهيفاء وهبي وروبي وغيرهن التي تشغل مواسم الصيف والأعياد، أو يوقف بث قنوات «ميلودي» و «مزيكا» و «روتانا» وغيرها من قنوات الأغاني والانفتاح الفني، أو يجبر وزارة السياحة المصرية على إلغاء حفلة بيونسيه. هل «شاكيرا» و بيونسيه و «روبي» وغيرهن هن السبب الأوحد لتراجع الأمة ونكباتها وقلة حيلتها، سؤال تردد على ألسنة مَن سئموا مثل هذه المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع. يعتبر هؤلاء أن رضوخ حكومة ماليزيا لطلب «الحزب الإسلامي» لن يحاكيه أبداً رضوخ مصري لطلب نواب «الإخوان».