تدفق مئات الفلسطينيين، الخميس 22-1-2009، على الحدود بين غزة ومصر، في محاولة لإصلاح أنفاق التهريب التي قصفتها إسرائيل خلال حملتها العسكرية التي استمرت 22 يوما، وإعادة شريان الحياة التجارية إلى القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وأفاد سكان على طول الحدود، حيث يمتلك بعض الفلسطينيين أنفاقا ويديرونها كمشروعات تجارية، أن شحنات من الوقود ومواقد الكيروسين نقلت بالفعل عبر عشرات الأنفاق التي ما زالت تعمل من بين مئات الأنفاق التي تمر عبر الحدود. وقال شخص يدعى محمد، ويمتلك أحد الأنفاق، إنه وثلاثة من شركائه تكلفوا 40 ألف دولار لحفر النفق. وأضاف "قريبا سيعمل. لن أجلب مخدرات أو أسلحة وأعتزم استخدامه لجلب ما يحتاجه الناس أكثر.. الغذاء والوقود وهذا مربح جداً". وهددت إسرائيل بالقيام بعمل عسكري جديد لمنع حماس من إعادة تجديد ترسانتها من الصواريخ التي استخدمتها في قصف بلدات في جنوب إسرائيل. وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من قطاع غزة أمس الأربعاء، بعد 3 أيام من إعلان إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار، كل على حدة. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لراديو إسرائيل "إذا ما احتجنا القيام بعمليات عسكرية إضافية لوقف التهريب فسنفعلها.. تحتفظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد التهريب. هذا هو القول الفصل". وفي مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع، تدفق مئات الفلسطينيين الذين يمتلكون أنصبة في الانفاق لتحري حالتها وبدء أعمال الإصلاح تحت غطاء من الخيام. وتمثل الأنفاق نشاطاً تجارياً كبيراً، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وسماحها بإدخال كمية محدودة من المواد التموينية. وقال محمد (18 عاماً)، الذي يملك أحد هذه الانفاق "يجب أن نجد وسيلة للعيش. ما زلنا شبانا ولا نجد عملا غير الأنفاق". وباستخدام بكرات، يسحب عمال مولدات من مداخل الأنفاق المنهارة التي تغطيها الرمال. وتحمل شاحنات عربات كبيرة محطمة. وفور إصلاحها ستعاد إلى مواقع الحفر ليستخدمها العمال. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال غابي اشكينازي صرح الأسبوع الماضي بأن "الطيران الإسرائيلي قصف كافة الأنفاق المعروفة" خلال الهجوم على غزة. وفي بروكسل قالت ليفني عقب محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء إنها كسبت "تفهما" للحاجة لوقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وأضافت لراديو الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أرادت من الاوروبيين المساعدة في وقف شحنات الأسلحة إلى القطاع ول"تشديد العقوبات على إيران" لأنها تورد الأسلحة لحماس. وفي وقت سابق أكد وزراء الاتحاد الأوروبي على أن إعادة فتح المعابر مرتبط مسبقا بشرط وقف تدفق البضائع المهربة بما في ذلك الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وقال أبو البراء أحد ملاك الأنفاق "إذا فتحوا المعابر فسنوقف هذا العمل".