أطلقت مجموعة من علماء الدين السعوديين بياناً، أعلنوا فيه تأييدهم لكلمة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر قمة الكويت. وطلب الموقعون على البيان، والذين يأتي في مقدمتهم الشيخان عبد المحسن العواجي ود. وليد الرشودي، من القيادة السعودية دعوة الفصائل الفلسطينية إلى مكةالمكرمة لحل الخلاف الجاري بينهم، إضافة إلى "كسر الحصار وفتح جميع المعابر بشكل دائم بلا قيد ولا شرط". وتزامن البيان، الذي نشر الأربعاء 21-1-2009، مع بيان آخر متشدد لعلماء دين سعوديين على رأسهم عضو الإفتاء سابقا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، والشيخ ناصر العمر، باسم "بيان مكة الثاني بخصوص مبادرة السلام ومناصرة أهل غزة" يدعو إلى الجهاد ويحرم مبادرات التطبيع. ووصف الموقعون على بيان "مكة الثاني" أنفسهم ب "علماء الأمة ودعاتها". وذكروا 8 نقاط رئيسية، منها أن "السعي إلى تحرير أرض فلسطين واجب شرعي على عموم أمة الإسلام شعوبًا وحكومات، وأن ما تقوم به فصائل المقاومة الجهادية من السعي لتحقيق هذا المقصود الجليل هو من أعظم الواجبات الشرعية". وأعلنوا تأييدهم حق "فصائل المقاومة الجهادية" -حسب تعبيرهم- في عقد هدنة أو تهدئة "شريطة أن تكون مؤقتة". وانتقدوا تحميل حماس مسؤولية أحداث غزة الأخيرة، قائلين إن تحميلها مسؤولية المذابح الشنيعة التي ارتكبها العدوان الإسرائيلي، هو "من الإثم العظيم والخسران المبين، وهو من نهج المنافقين وديدنهم". عودة للأعلى الهدف "شهرة" سياسية من جهته وصف الكاتب والمفكر الإسلامي السعودي عبد الله فراج الشريف الموقعين على "بيان مكة الثاني" ب "الباحثين عن شهرة سياسية"، لا عن "جهاد حقيقي". وقال "في الآونة الأخيرة كثرت هذه البيانات ونلاحظ فيها صبغة جديدة من القول تتعمد أن تنتقد مواقف الدولة وهذا خطير جدا". وأوضح أن الجهاد لا يكون إلا في مجموع الأمة، وتحت لواء إمام يخرج للجهاد في سبيل الله إن كان هناك ما يدعو إليه، "أما أن نطالب بالجهاد في مكان يجاهد أهله عنه فما علينا إلا أن نمدهم بما نستطيع إن كانوا يجاهدون جهادا حقيقيا يرد عدوان العدو عنهم". وأضاف "يجب أن نعينهم على هذا الجهاد لا أن نجاهد عنهم، أو ندخل في جهاد قد تكون نتائجه على الأمة وخيمة". وحذر الشريف من "جهاد الأفراد" الذي يدفع إليه الشباب، "يذهبون لمكان ما في هذا العالم ليعودوا إلينا جثثا أو قد قبض عليهم في دول أخرى، فهذا تحريض لا فائدة منه ولا يؤدي إلى نتيجة". وأكد أن قضية فلسطين تحتاج إلى "حكمة" وليس "إعلانات وبيانات" مستطردا أنهم "أعلنوا بيانا قبله ولم يجد نفعا وليست القضية مناصرة حزب أو جماعة بل أهل فلسطين كلهم". عودة للأعلى الصلح جائز وفنّد الشريف ما جاء في "بيان مكة الثاني"، من تحريم السلام مع اليهود، مؤكدا أن الصلح مع اليهود أو غير اليهود من أهل الكتاب "جائز شرعا". وقال إن "الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول من بين هذا، وكان له صلح مع اليهود في المدينة ولا يمكن أن يقال إنه "حرام حرام" فهذا تعجل في الفتوى لا يأتي من عالم حقيقي إنما من رجل يريد شهرة سياسية". وبيّن أن مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي في قمة بيروت العربية 2002 كان المقصد منها "كسر الحدة". وأضاف "مثلما حدث في غزة وأدى إلى كارثة عظيمة، لم يكن لأحد قدرة على دفعها، حتى من ناصروا حماس لم يستطيعوا أن يعينوها أثناء المعركة، فهذه البيانات مجرد إعلانات لا تأتي بفائدة. والدولة إذا كانت قد طرحت مبادرة الملك عبد الله للسلام فهي أيضا لن تستمر في هذه المبادرة إذا لم يكن لها فائدة كما أعلن الملك عبد الله في قمة الكويت الاقتصادية". ومضى قائلا: "إذا اضطر العرب للوقوف مع إخوانهم في فلسطين حتى ولو كان بالقتال فسيفعلون، ولكن ليس بالغوغائية وإطلاق البيانات والخطب من أعلى منابر المساجد فهذه لن تنصر أحدا". وأضاف "أما أن يأتي أحدهم وهو يتكئ في بيته ويوقع على بيان يريد به النصرة فهذا كلام لا داعي له".