فيما يعد تضييعا للحقوق واستهانة بدماء الشعب الفلسطيني، تدرس إسرائيل إعلان وقف "لإطلاق النار" من جانب واحد. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية: إن الحكومة الاسرائيلية تميل إلى تجميد الحملة العسكرية الحالية على غزة، ووقف النار من جانب واحد، في محاولة لحرمان حركة حماس من أي مكاسب سياسية قد تحصل عليها من اتفاق هدنة وفقا للمبادرة المصرية. وذكر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريجيف أنه تم تحقيق ما يكفي من التقدم في المفاوضات التي تتم في القاهرة لكي تقبل إسرائيل وقفا لإطلاق النار في غزة. ووسط نشاطات دبلوماسية مكثفة بهذا الاتجاه في القاهرةوواشنطن، قالت اسرائيل: إن الهجوم العسكري على القطاع قد وصل إلى "نهاية محتومة" على الرغم من استمرار قصف المدفعية والطيران الإسرائيلية لمواقع في مناطق من غزة. وكان العدوان الإسرائيلي فقد تسبب في مجزرة جديدة راح ضحيتها سبعة فلسطينيين في حي الشجاعية بمدينة غزة، كما قتل القصف المدفعي خمسة اطفال هم ثلاثة من ابناء طبيب بارز واثنين من أولاد اخيه في بيتهم بمخيم جباليا في غزة. كما تسبب القصف المدفعي في مقتل زوجة عضو بارز في حماس وأطفاله الخمسة وسط القطاع قرب مخيم البريج. وتشير تلك المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيجتمع مع أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر مساء اليوم السبت للبحث في عرض لوقف النار من جانب واحد، وأن مصر توصلت الى استنتاج مفاده ان المحادثات مع حماس لم تحقق تقدما، على حد قولها. وأضافت المصادر أن الجانب المصري التزم الصمت حيال ما يجري حتى الآن، وامتنع المسئولون الحكوميون المصريين عن الادلاء بأي تصريحات في هذا الخصوص، بحسب المصادر. ونقلت التقارير عن مصادر دبلوماسية غربية قولها: انه من المتوقع أن تشهد مصر الأحد توقيع اتفاق ثلاثي بين الرئيس حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشأن الأوضاع في غزة. هدنة خلال أيام وعلى الرغم من عدم الكشف عن مضمون الاتفاق المقترح، ترجح تلك التقارير ان يتضمن ترتيبات أمنية على الحدود بين مصر وغزة. وتوقع وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر التوصل إلى هدنة في قطاع غزة في غضون أيام قليلة. وقال بن اليعازر- في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي-: "اعتقد أننا سنتوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق يسمح بالحفاظ على الهدوء لفترة طويلة". وحرص الوزير الإسرائيلي على التأكيد على أن إسرائيل "لا يمكن ان تقبل باقتراح الهدنة لمدة تتراوح ما بين ستة اشهر وسنة" في إشارة الى اقتراح عرضته حركة حماس. وكانت حماس عرضت هدنة لمدة عام مع إسرائيل قابلة للتجديد، إذا سحبت إسرائيل كل قواتها من القطاع في فترة لا تزيد على اسبوع، وتعيد فتح المعابر فورا، مع ضمانات دولية بابقائها مفتوحة. مذكرة امنية وفي واشنطن وقعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مذكرة تفاهم مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني في واشنطن بشأن الأوضاع في قطاع غزة. وأكدت رايس ان مضمون المذكرة هم اعطاء ضمانات امنية من الولاياتالمتحدة لاسرائيل عبر المساعدات التقنية وتبادل المعلومات الاستخبارية للحد من تهريب الاسلحة الى حركة حماس وتشديد مراقبة الحدود. واعتبرت رايس أن مصر تتحمل مسئولية كبيرة في منع إعادة تسليح حماس ووصول الأسلحة إليها، كما أن التفاهم الإسرائيلي الأمريكي يدعم ويعزز الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار لا سيما المبادرة المصرية.