تسود حالة من التشاؤم بين الأوساط الإسرائيلية والأمريكية من احتمال نجاح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحريك مفاوضات السلام بين والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدًا الثلاثاء في نيويورك. وذكرت صحيفة "هآارتس" العبرية إن خلافات جدية بشأن موضوع استمرار البناء الإسرائيلي في المستوطنات واطار عملية السلام ما تزال قائمة وهو ما يحيط بظلال سوداء على إمكانية نجاح القمة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب نتنياهو وادارة اوباما انه من المستبعد ان يؤدي الاجتماع إلى استئناف المفاوضات. ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن سكرتير الحكومة زفي هرتسوغ قوله لإذاعة الجيش "الظروف لم تنضج بعد من أجل إعادة إطلاق المفاوضات رسميا، لكن هذا اللقاء يسير في الاتجاه الصحيح". وقال هرتسوغ المقرب من نتنياهو:" ليس من باب الصدفة أن تكون كل المحاولات للتوصل إلى اتفاق منذ سنوات فشلت جميعها. المسألة معقدة وتطرح إشكالية. كل الذين يتناولون هذه العملية عن بعد يدركون انه ليس هناك من طريقة سريعة لتسويتها". التقاط الصور وأقرت مصادر في مكتب نتنياهو بأن الاجتماع سيكون فقط مناسبة لالتقاط الصور، وانه لن يؤدي الى استئناف عملية السلام، مشيرة إلى أن "الاجتماع لن يطلق المفاوضات ولن يتضمن اية تفاصيل مهمة. فالخلافات حول مسألة المستوطنات تظل عميقة". ومن جانبه ، قلل نائب وزير الخارجية داني ايالون من التطلعات باحتمال نجاح اللقاء قائلا:" أهم ما في هذا اللقاء هو انعقاده ، هناك ثمة حدود للالتزام الأمريكي، لا يمكن للرئيس أن يكون راغبا في السلام أكثر من الأطراف المعنية، وهذا ينطبق بصورة خاصة على الفلسطينيين الذين تبنوا مواقف مطالبة بالحد الأقصى". وأضاف: "آمل ان يبلغ أوباما بوضوح محمود عباس خلال اللقاء انه يتحتم عليه تبديل مقاربته المتمسكة بالحد الأقصى إن أراد إحراز تقدم". ويعقد الاجتماع الثلاثي عند الساعة الحادية عشرة من صباح الثلاثاء في فندق "وولدورف استوريا" في مانهاتن. وقبل الاجتماع المشترك بين القادة الثلاثة، من المتوقع ان يجتمع اوباما مع عباس ونتنياهو كلا على حدة. ويهدف اللقاء إلى التمهيد لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين. ولكن جميع الاطراف التزمت جانب الحذر من احتمال تحقيق انفراج سريع ، ولا تزال مسألة وقف الاستيطان هي العائق الرئيسي أمام استئناف المفاوضات. وقال مصدر في مكتب نتنياهو إنه تم الاتفاق مع الادارة الامريكية على ان الاجتماع لن يشمل اي مفاوضات، وان القادة سيراجعون التطورات في الوضع. وقالت مصادر اسرائيلية انه تم الاتفاق ايضا على انه لن تكون هناك شروط مسبقة لعقد الاجتماع، وهو ما اكد المصدر بأنه "انتصار" اسرائيلي. ويغادر نتنياهو إلى نيويورك اليوم الاثنين برفقة وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان الذي سيجتمع مع نظرائه في الاممالمتحدة، ومن بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وتوجه وزير الدفاع ايهود باراك الليلة الماضية الى واشنطن حيث سيلتقي نظيره الأمريكي روبرت جيتس ومستشار الامن القومي الجنرال جيمس جونز. تشاؤم إعلامي وعلى صعيد التغطية الاعلامية ، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" من اللقاء الثلاثي قائلة:" ثمة قمة لكن بدون الكثير من الأمل". وسخرت الصحيفة من الاجتماع الثلاثي في افتتاحيتها وكتبت ليس لقاء، انه نصف لقاء. ما سيجري في نيويورك هو مهزلة على حساب الرئيس أوباما. ومن ناحيتها ، أشارت صحيفة إسرائيل هايوم اليمينية في عنوان بارز إلى (قمة رمزية) ، فيما رأت "معاريف" ان أوباما يعرض عضلاته وكتبت ان الرئيس الأمريكي سئم مهمات ميتشل العقيمة. لذلك وجه دعوة إلى القائدين الإسرائيلي والفلسطيني لم يسعهما رفضها. وكان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قد أنهى الجمعة زيارة الى المنطقة دون التوصل الى نتائج تذكر حيث تمسك الاسرائيليون والفلسطينيون بمواقفهما المتعارضة بشأن المستوطنات. واتهم مسؤولون إسرائيليون الجمعة محمود عباس بالافتقار إلى المرونة بشأن المستوطنات ، وبالتالي التسبب بتقويض جهود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط. وتصر الحكومة الاسرائيلية على ان اي تعليق للاستيطان في الاراضي الفلسطينية لن يشمل الخطط التي أقرتها لبناء وحدات جديدة في مستوطنات الضفة بإجمالي ثلاثة آلاف شقة، كما ترفض إسرائيل وقف البناء في القدسالشرقية.