كشف تقرير لهيئة المساحة الجيولوجية عن تعرض حرة الشاقة، 27.200 هزة أرضية منذ 23/4/1430 ه، شعر الأهالي ب 207 هزات منها تراوحت قوتها بين ثلاث إلى 5.39 درجة على مقياس ريختر. كما كشف التقرير عن وجود أنفاق طولية انهارت أسقفها في أربعة أماكن في حرة الشاقة، بالإضافة إلى 180مخروطاً بركانياً من نوع (سكوريا)، نشأت فوق صخور القاعدة البلورية من العصر ما قبل الكامبري. وحذر التقرير الذي جاء في 92 صفحة المواطنين والمقيمين من التواجد في الحزام الأحمر الممتد في منطقة نصف قطرها 20 كيلومترا من مركز الهزات الأرضية، موضحا أنه يمكن السماح للمواطنين والمقيمين بالعودة إلى المباني التي لم تتأثر بالهزات الأرضية الحديثة، أو لا توجد عليها آثار تصدع، أما المباني المتصدعة أو الآيلة للسقوط فلا ينصح بالعودة إليها إلا بعد معالجتها من جهة متخصصة ومعتمدة. وأبان التقرير أن الخطر الأساس على المناطق المجاورة لحرة الشاقة يكمن في الهزات الأرضية التي تؤثر على الممتلكات والأرواح، وهو يزيد كثيراً عن خطر الطفوح البركانية. وطالب التقرير بضرورة مراقبة ورصد النشاط الزلزالي بدقة عالية، وتتبع تحرك بؤر النشاط الزلزالي المصاحب لحركة الصهارة في مراحلها المختلفة، مع ربط هذه المراحل بشكل الموجات الزلزالية المختلفة حيث تعتبر من المؤشرات الهامة جداً لاحتمال قرب حدوث ثوران بركاني، الأمر الذي يقضي بضرورة إقامة وإنشاء شبكة رصد دائمة ومكثفة في حرة الشاقة والمناطق المجاورة لها، ترسل بياناتها آنيا إلى مقر المركز الوطني للزلازل والبراكين عن طريق الأقمار الصناعية وتصب في نظام آلي لتمييز الزلازل البركانية من غيرها، خاصة في حالات العواصف الزلزالية التي يكون معدل الزلازل بها كبيراً وذلك من أجل مراقبة ورصد النشاط الزلزالي آنياً وبكفاءة عالية وإصدار التقارير التحذيرية آلياً، كما طالب التقرير بإنشاء شبكة ثابتة للقياسات الحرارية في حرتي رهاط والشاقة (لونيير)، واستقبال بياناتهما آنياً في المركز الوطني للزلازل والبراكين، وكذلك إنشاء شبكة لمراقبة الغازات المحتمل تصاعدها نتيجة نشاط الصهارة مثل غازات ثاني أكسيد الكربون ثاني أكسيد الكبريت، الرادون، الميثين، كلوريد الهيدروجين، وكبريتيد الهيدروجين، باستخدام أجهزة حديثة ترسل بياناتها آنياً إلى المركز الوطني للزلازل والبراكين، وأيضا إنشاء شبكة (جيوديسية) لإجراء دراسات تشوهات القشرة الأرضية في المنطقة لتحديد ما إذا كان هناك تحركات في القشرة الأرضية، ومدى علاقتها بنشاط الصهير (الماجما)، وتحديد معدل هذه الحركة، بالإضافة إلى شبكة كاميرات تصوير خاصة حول الحرات لمراقبة حدوث أي ثوران بركاني قبل حدوثه. عدم البناء وأوصت هيئة المساحة الجيولوجية الأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة المجاورة للحرات (12 حرة) بعدم السماح بالبناء أو التوسع بالمخططات في الحرات إلا بعد التأكد من تطبيق معايير البناء المقاوم للزلازل. وتقييم المباني في المدن والهجر الواقعة في دائرة نصف قطرها 40 كم من مركز النشاط الزلزالي على أن يتم ذلك من قبل مهندسين متخصصين. ويشتمل التقرير على وصف كامل لطبيعة النشاط البركاني في المملكة بشكل عام وحرة الشاقة بشكل خاص، ويلقي الضوء على جيولوجية الحرات( 12حرة بركانية في الجزء الغربي من المملكة) ، وتكون في مجموعها إقليماً بركانياً يعتبر من أكبر أقاليم صخور البازلت القلوية في العالم، تقدر مساحته ب 180,000كم، أي نحو 10في المائة من إجمالي مساحة المملكة. ووصف التقرير حرة الشاقة (لونيير) بأنها عبارة عن طفوح بازلتية تكونت من حمم صخور بركانية منصهرة تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية خلال الأنشطة الزلزالية والبركانية التي حدثت أثناء تشكل أخدود البحر الأحمر في الزمن الثلاثي نتيجة انفصال الصفيحة التكتونية العربية (شبه الجزيرة العربية) عن الصفيحة التكتونية الأفريقية (القارة الأفريقية) وتحركها نحو الشمال الشرقي، ويطلق على تلك الطفوح بعد أن تبرد وتتجمد فوق سطح الأرض اسم لابة (Lava). وتبلغ مساحةحرة الشاقة 3,575 آلاف كيلومتر مربع، وتقع بين العيص وأملج، وتمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبلغ طولها 65 كيلومترا، وأقصى عرض لها 55 كيلومترا، وتقع بين خطي طول (38.08° و37.50°) شرقاً، وخطي عرض (25.36° و24.86°) شمالا.