توقع الدكتور مصطفى محمد حريري الأستاذ المشارك في قسم علوم الأرض في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، انحسار الهزات الأرضية في العيص. وقال: «إن الزلازل المصاحبة للبراكين نوعان: الأول: الذي يبدأ بنشاط زلزالي وحزم زلزالية متتالية، تدل على تحرك الصهير وارتفاعه في طبقات الأرض. وتستمر هذه الزلازل على وتيرة متتالية، وتنتهي بظهور شقوق كبيرة وخسوفات أرضية على السطح، كما هو الحال في حرة الشاقة في العيص، وبعد ذلك تهدأ»، مشيرا إلى أن البراكين والهزات الأرضية في منطقة حوض البحر الأحمر عموما ضعيفة وأقل خطورة من غيرها. ويدل هدوء النشاط الزلزالي على أن الصهارة تنقلت وتحركت حتى وصلت إلى أماكن سكنت فيها، وقلت تحركاتها، وظهرت الشقوق الأرضية لتفريغ التضاغط، مما يشير إلى أن البركان قد لايثور في الوقت الحاضر وستهدأ الأمور مع أخذ الحيطة. إلا أن ذلك لا يعني أن البركان لن يثور مطلقا، إذ ربما تعاود الصهارة الحركة مرة أخرى في وقت مستقبلي. أما النوع الثاني من الزلازل التي تصاحب ثوران البراكين، فتبدأ أيضا بحزم زلزالية متتالية، وتزيد قوتها وعددها مع الوقت، وتصل مرحلة الارتجافات البركانية من غير ظهور شقوق أو خسوفات على سطح الأرض. وهذا النوع في الغالب ينبئ بأن البركان في سبيله للثوران، ويجب التحرك السريع في هذه الحالة. وعن الأنشطة البركانية في غرب المملكة «منطقة الدرع العربي»، قال إنها ليست بالجديدة، وهي تعود لفترة انفتاح البحر الأحمر، والذي بدأ منذ حوالي 40 مليون عام؛ نتيجة عوامل جيولوجية معينة، منها: قرب مادة الوشاح «صهير الصخور» أسفل القشرة الأرضية، تحركها إلى الأعلى تحت منطقة باب المندب، والتقاء البحر الأحمر مع خليج عدن، مما أدى إلى انفتاح كل منهما وتمزق القشرة على شكل ثلاثي الأذرع. ومنذ ذلك الوقت و البحر الأحمر ينفتح أو ينفرج بمعدل مابين سم واحد إلى 1.5 سم في العام نتيجة هذه العوامل، وبذلك تظهر صخور بركانية جديدة في وسطه؛ مما يؤدي إلى زحزحة الجزيرة العربية إلى الشرق والشمال الشرقي بعيدا عن إفريقيا. وأشار إلى أن البحر الأحمر يسمى جيولوجيا المحيط الشاب. وقال إنه يصحب ذلك النشاط الزلزالي صعود للصهارة «صخور البازلت المصهورة» من المناطق الضعيفة في القشرة، كما تنتج تصدعات وزلازل في منطقة البحر الأحمر، وبالذات على امتداد وسطه إلى خليج العقبة وإلى الجنوب. كما تحدث الزلازل في مناطق الحرات والتي تكون بفعل وصول الصهارة إلى القشرة الأرضية في الدرع العربي، من خلال مناطق التشققات والمناطق الضعيفة، إلا أن هذه الزلازل في الغالب تكون ضعيفة، وتتراوح درجات قوتها مابين 3 و 6 درجات على مقياس ريختر. ذلك أن التضاغط الأرضي الناتج عن انفتاح البحر أو صعود الصهارة ليس بالعنيف، مقارنة بالزلازل التي تحدث في الطرف الآخر الشرقي من الصفيحة العربية؛ نتيجة زحزحتها إلى الشمال الشرقي. وعلل سبب وجود البراكين في الجزء الغربي من المملكة وليس في الطرف الآخر الواقع في شرق إفريقيا بقوله: «إن ذلك يعود إلى أن القشرة الأرضية تحت البحر الأحمر والشرق منه «الدرع العربي» أقل سمكا منها في الجزء الذي تحت الدرع النوبي إلى الغرب منها، وهنالك أيضا عوامل أخرى»