يُرجع مختصون مشكلة الهدر الهائل في استهلاك الطاقة في السعودية بالدرجة الأولى إلى القصور المعرفي لدى المستهلكين بطرق الترشيد المثلى، رغم وجود اتجاهات إيجابية لدى العديد منهم، والرغبة في تعديل سلوكياتهم واتباع طرق ترشيد استهلاك الطاقة. ويعد قطاع المباني المسؤول بشكل مباشر عن استهلاك نحو 53% من الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، يعود جُلّ هذا الاستهلاك المفرط إلى أجهزة التكييف غير المرشدة، وغير المتوافقة مع المواصفات والمقاييس السعودية. وتأتي أهمية إيلاء أجهزة التكييف الأولوية القصوى في وضع المعايير والمواصفات القياسية والعمل على تطبيقها بشكل صارم من قبل الأجهزة المعنية في المملكة إلى وجود 20 مليون جهاز تكييف، 70% منها من نوع الشباك، و30% من نوع الاسبليت، وبمعدل نمو مبيعات سنوي يصل إلى 12%. وبحسب إحصائيات عام 2011 فإن أجهزة التكييف تستهلك سنويا أكثر من 50% من إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة، كما أن تكييف المباني مسؤول عن استهلاك أكثر من 110.000 جيجاوات ساعة في العام، أي أكثر من نصف الاستخدام الكهربائي في المملكة، علما أن هذا المعدل يرتفع إلى 70% في ساعات الذروة. كما تُشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المملكة تشهد ارتفاعا مفرطا في حجم استهلاك الطاقة سنويا في الأسواق المحلية، حيث وصلت كمية استهلاك الكهرباء في المملكة بحسب إحصائيات عام 2012 إلى 240.288 جيجا واط ساعة في العام، وصل استهلاك الفرد منها إلى 8.23 ميجا واط ساعة للفرد. وتقول الإحصائيات إن متوسط استهلاك الفرد في المملكة يبلغ ضعف متوسط الاستهلاك العالمي، فيما وصل استهلاك المملكة من الطاقة الأولية أكثر من 4 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يعد من أعلى المستويات الاستهلاكية في العالم. وتحدد المواصفات القياسية الجديدة لأجهزة التكييف الحد الأدنى لكفاءة الطاقة لأجهزة التكييف بثلاث نجمات لمكيف "الشباك" وأربع نجمات لمكيف " الاسبليت" وسيتم رفع هذه المعايير تدريجيا بما يتفق مع المعايير المطبقة دوليا، وذلك بهدف توفير استهلاك أجهزة التكييف للكهرباء. وبحسب ما يقول مختصون في الطاقة فإن أسباب الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية يعود إلى نمط الحياة الآخذ في التطور الذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني في العالم.