حذر (22) خبيراً سعودياً وعربياً من هيمنة الشركات الكبرى على الاقتصاد السعودي وطالبوا بفتح الباب أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتنويع السوق وتعزيز قدرات الاقتصاد خلال اليوم الثاني للملتقى والمعرض الوطني للأسر المنتجة الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز بفندق جدة هيلتون تحت شعار (صنع في السعودية) الذي تختتم فعالياته اليوم الثلاثاء ويهدف إلى تأهيل 5 الاف سيدة وفتاة في محافظة جدة بمشاركة 600 أسرة منتجة ومصممة في مختلف السلع والخدمات. وطالب المشاركون في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور لؤي بن بكر الطيار عميد كلية شؤون الطلاب بجامعة الأعمال والتكنولوجيا بفندق جدة هيلتون اليوم بضرورة تطوير قدرات أكثر من (25) ألف أسرة منتجة سعودية تنتشر في جميع مدن ومناطق المملكة، وناقشت الجلسة أفضل الممارسات الهيكيلة والتنظيمية لإدارة أنشطة الأسر المنتجة، وتوقع الدكتور عبد الله الشاملي شمس الدين أن يتجاوز عائد القيمة المضافة لمشاريع الأسر المنتجة ما نسبته 50% من إيراداتها، وأوصى بمنح المشاريع الصغيرة أولية مجتمعية ورسمية باعتبارها من مقومات التنمية الاقتصادية على مستوى محدودي الدخل الذين يمثلون في جميع المجتمعات النامية نسبة لا يستهان بها. وسلط الشاملي المتخصص في إدارة الإنتاج والتصنيع الضوء على الفارق بين النشاط الانتاجي والاقتصادي وهو ما يزيد من عائد القيمة المضافة للإنتاج، مستعرضاً مكونات النظام الانتاجي للموارد البشرية والمالية والمادية، وتطرق إلى أهداف دورة الانتاج في العمليات بالأسر المنتجة والوصول للإنتاجية إلى معدلاتها المناسبة. خروج مبكر وتحدث الدكتور حاتم بن حسن فرج قرمون من جامعة العلوم والتكنولوجيا المتخصص في إدارة عمليات التسويق على ضرورة ايجاد فرص تسويقية مناسبة للمشروعات الصغيرة بالمملكة والاستراتيجيات المتبعة للأسر المنتجة والأخطاء الشائعة في التسويق، وأكد أن 90% من رواد الاعمال وملاك المشروعات الصغيرة يخرجون من السوق بعد أقل من 3 سنوات من بداية مشاريعهم، نتيجة الاخطاء الإدارية وأهمها التسويق، مشدداً على أهمية التركيز على بناء المهارات التسويقية للأسر المنتجة وأكد أهمية خدمة العميل من خلال تقديم خدمات مميزة له. وكشف المهندس ردة العسافي مدير برنامج الأسر المنتجة في البنك الأهلي التجاري عن افتتاح 20 فرعاً جديداً خلال السنوات الخمس المقبلة تتخصص في تقديم القروض متناهية الصغر ودعم الأسر المنتجة، وتستهدف 22 ألف أسرة على مدار السنوات الخمس، مشدداً على أن البنك الأهلي صاحب أكبر المبادرات في هذا الاتجاه، حيث درب (9904) مستفيدة في برنامج الأسر المنتجة الذي أطلقه قبل عدة سنوات، وكان أول الجهات التي قدمت دورة متكاملة لدعم هذه الفئة تبدأ بالتدريب ثم تسليمهم قروض حسنة بدون كفيل أو فائدة، وصولاً إلى توفير منافذ البيع والتسويق لمنتجاتهم. وأشار العسافي في ورقة العمل التي قدمها على أهمية الأسر المنتجة في النسيج المجتمعي السعودي، مشدداً على أن الدراسات والأبحاث التي أجريت على مدار السنوات الماضية أثبتت أن التمويل والتدريب يمثلان أهم المعوقات التي تواجه هذه الفئة، الأمر الذي دفع البنك الأهلي إلى إنشاء إدارة مستقبلة لبرنامج الأسر المنتجة تعمل على تقديم دورة متكاملة من التدريب والتمويل والتسويق، لافتاً إلى ضرورة قيام جميع الجهات بواجبها تجاه قطاع عريض من الأسر يمكن أن يشكلوا قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني في حال وجدوا العون والدعم لتحويل عملهم من الهواية إلى الاحتراف. هيمنة كوارثية وأعتبر المستشار المالي عاطف ملائكة هيمنة الشركات الكبرى على السوق الاقتصادي السعودي كارثة غير معروفة العواقب، وأبدى تحفظه خلال مشاركته في الجلسة الثانية التي ناقشت أفضل الممارسات المالية والتمويلية والاستثمارية لإدارة أنشطة الأسر المنتجة على تمكين الشركات الكبيرة من السيطرة على مقاليد الاقتصاد الوطني الأمر الذي يساهم في اختفاء الطبقة المتوسطة المتمثلة في الاسر المنتجة، وقال: الكثير من المؤسسات المتوسطة والصغيرة لا تستطيع دخول السوق في ظل الهيمنة الكبيرة للشركات العملاقة التي تأكل الأخضر واليابس وتسيطر على كل شيء، مع العلم أن اقتصادات العالم كله تقوم على المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشكل ما يزيد عن 80% من الاقتصاد الأمريكي على سبيل المثال. وشدد ملائكة على ضرورة تغيير ثقافة العمل.. وقال: إذا لم نغير الفكر لن نستطيع الحصول على المضمون، والتغيير ينبغي أن يبدأ من التعليم عبر المدارس والفصول الأساسية لتطوير النشء وتعزيز ثقافة العمل لديهم وتعريفهم بأهمية الحياة العملية، والأمر الثاني يتعلق بمؤسسات العمل الخير التي لا ينبغي أن تكون مؤسسات ضمان اجتماعي فقط، بل عليها أن تدعم الانتاج والمشاريع وتطلق مبادرات متناهية الصغر لمساعدة الأسر المنتجة ليس في الدعم فقط ولكن في التسويق وتقديم الاستشارات والأخذ بأيديهم عندما يتعرضون للعثرات. وأدار الدكتور صلاح بن محمود أبو نار عضو هيئة التدريس جامعة الأعمال والتكنولوجيا الجلسة الثانية التي ركزت على تقديم أفضل الممارسات المالية والتمويلية والاستثمارية لإدارة أنشطة الأسر المنتجة، وناقش خلالها الدكتور محمد سليم الإدارة المالية لأنشطة الأسر المنتجة وأشار إلى أهمية أن تكون الجوانب المالية في أيدي رشيدة تعرف كيف تدير الأمور بحنكة لأن تبذير رأس المال سيساهم في غلق المشروع مبكراً، بينما استعرض الدكتور حسن يوسف الفرص التمويلية لأنشطة الأسر المنتجة وأشار إلى أهمية مساهمة القطاع الخاص مع الجهات الحكومية في توفير أفضل سبل الدعم لهذه الفئة. تجارب مبهرة وشهدت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور فهد بن يوسف شريف العيتاني خبير منظمة التجارة العالمية عرض لتجارب مبهرة مضيئة للأسر المنتجة السعودية، حيث تحدث المهندس محمود بن محمد التركستاني نائب الرئيس رئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية البنك الأهلي التجاري عن البرامج والمبادرات التي قدمت في السنوات الماضية، وناقش وليد بن أحمد باحمدان الأمين العام وعضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة جانب مهم من الدور الذي تقوم به الجمعية لدعم الأسر المنتجة، ثم قدم الدكتور محمد بن ناصر بن محمود المدير التنفيذي مجلس التنسيق بين الجمعيات الخيرية بمنطقة المدينةالمنورة "تنسيق" عرضاً عن التجارب الناجحة التي شاركت فيها الجمعية. وعلى مدار ثلاث ساعات كاملة (من الثالثة وحتى السادسة مساءً) أقيمت (10) ورش عمل.. ركزت الأولى عن إنتاج وتصميم الأزياء، والثانية عن تسويق المجوهرات والأزياء، والثالثة عن ضبط الجودة في إنتاج الأزياء والنسيج، والرابعة عن إنتاج المجوهرات ومستلزمات المناسبات، والخامسة عن الفرص التمويلية لأنشطة الأسر المنتجة، في حين استعرضت الورشة السادسة والسابعة سبل صناعة وإنتاج وتسويق المنتجات الغذائية، والثامنة عن ضبط الجودة والصحة البيئية ، والتاسعة عن الإدارة المالية لأنشطة الأسر المنتجة، والعاشرة والأخيرة الفرص الاستثمارية لهذه الأسر. وتختتم اليوم الثلاثاء فعاليات الملتقى والمعرض الوطني الثالث بعشر ورش عمل مماثلة، ويحظى الحدث الكبير برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ممثلة بمركز جدة للمسؤولية الاجتماعية في مشروع دعم الأسر المنتجة وتنمية منتجاتها والمعروف ب"كلنا منتجون" وبجهود متكاتفة معXS لتنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصصة. ويعد الملتقى في نسخته الثالثة استكمالا لسلسلة من الملتقيات والمعارض أقيمت في عام 2012م و2013م بنفس المسمى ولكن بموضوعات مختلفة وينفرد المعرض الحالي في نسخة 2014م باستهدافه لشريحة كبيرة من القدرات الوطنية المهدرة والتي يمكن تحويلها إلى قطاعات إنتاجية من المنزل من الباحثين عن عمل اوربات البيوت اوالطلبة والطالبات فوق 16 عاما إناثا وذكوراً. وصيغت فعاليات الملتقى بعناية تامة لتواكب تطورات السوق وتكون خليط بين دورات مهنية وجلسات علمية إدارية تمويلية استثمارية، وتشارك قرابة 600 سيدة منتجة بالمعرض في عرض وبيع منتجاتها في المعرض المصاحب للملتقى من ضمنها إجنحة خصصت لأفضل إبداعات الأسر المنتجة ، ومصممات الأزياء تتراوح المعروضات بين ملابس وشراشف وإكسسوارات وديكورات مستلزمات تزين المناسبات وجميع أنواع الاطعمة المغلفة من حلويات ومعجنات ومخلالات ومقتنيات تراثية.