حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي ساحات الحرم القدسي الشريف وفرضت طوقا أمنيا على المسجد الأقصى وحظرت على من هم دون الخمسين عاما دخوله والصلاة فيه. وفي خطوة غير مسبوقة نشرت قوات ما يسمى حرس الحدود الإسرائيلية معززة بالوحدات الخاصة -ومنذ ساعات الفجر- الحواجز العسكرية والأمنية بأزقة البلدة القديمة المؤدية لساحات الحرم، فيما انتشرت قوات معززة من شرطة الاحتلال بساحات الحرم القدسي الشريف لتوفير الحماية لليهود والمستوطنين أثناء اقتحام المسجد. وجاءت هذه الخطوات التصعيدية والإجراءات القمعية بعد مواجهات ضارية أمس الأحد بساحات الحرم بعد أن اقتحمته قوات من شرطة الاحتلال والأذرع الأمنية، وقامت بالاعتداء على المصلين وطلاب مصاطب العلم بالغاز المدمع، وذلك بالتوازي مع اقتحام وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيلي الأقصى بحراسة أمنية ومكوثه فيه دقائق معدودة قبل أن يغادره على وجه السرعة. وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن أعدادا كبيرة من طلاب وطالبات مصاطب العلم والمصلين -ممن استطاعوا الدخول والرباط- يتواجدون في رحاب المسجد الأقصى وداخل المسجد القبلي المسقوف يرابطون هناك ويتصدون لاقتحامات المستوطنين بالتكبيرات والشعارات المناصرة للمسجد الأقصى. وحذرت المؤسسة من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتصعيد اعتداءاته واقتحاماته للمسجد الأقصى وما يشهده من حصار وتضييق، وطالبت الأمة الإسلامية جمعاء بتحرك عاجل لحمايته، وقالت إن ساحات الحرم قد تواجه حملة اعتداءات متصاعدة في الأيام القادمة تشير بشكل واضح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لمزيد من السيطرة على الأقصى وفرض أمر واقع خطير، مما يستدعي تكثيف العمل والجهود لحمايته وإنقاذه. يشار إلى أن منظمات وجماعات يهودية دعت إلى تنشيط وتكثيف اقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى على مدار مارس/آذار الجاري، وذلك تمهيدا للاقتحامات الجماعية والمكثفة عشية عيد "الفصح العبري" في أبريل/نيسان القادم. وتخطط الجمعيات الاستيطانية و"منظمات الهيكل المزعوم" وبدعم من أذرع مؤسسة الاحتلال لاقتحامات جماعية لساحات الحرم والأقصى تحت عنوان "إنقاذ جبل الهيكل"، وتنظيم مسيرات تلمودية واستفزازية بتخومه وأزقة البلدة القديمة وعلى مشارف بوابات المسجد الأقصى.