سحبت السلطات الصحية في فرنسا وسويسرا كميات من قوارير شراب «ريناتيول» الخالي من السكر المضاد للكحة لدى الأطفال والرضع من باب الاحتياط بسبب «عيب في النوعية». وجاء قرار سحب هذه الكميات بعد رصد حامض الفينول في كمية من الشراب إثر بلاغ من مواطن سويسري اكتشف رائحة غير عادية في الشراب، بحسب الموقع الإلكتروني للوكالة الفرنسية للأمن الصحي للمنتجات الصحية. وفيما لم تتم الإشارة إلى أية بلاغات مماثلة في فرنسا يجري التحقيق لتحديد أسباب الحادث. ونصحت السلطات الصحية على الفور بعدم استخدام قوارير الشراب الخالي من السكر للأطفال من نوع «ريناتيول وبرونكيركس وكاربوسيستين» من صنع سانوفي إفانتيس وإعادتها للصيدليات. وأفادت الوكالة الفرنسية للأمن الصحي للمنتجات الصحية أنه «بناء على المعطيات المتوافرة فإن مستوى تركيز الفينول الذي عثر عليه أضعف كثيرا من الحد الذي تبدأ معه الآثار السامة مثل الإسهال»، لكن المعهد السويسري لمنتجات العلاج «سويس ميديك» قال إن سحب شراب «ريناتيول» بسبب عيب في النوعية يؤدي إلى تدهور عنصر حفظ الدواء وتشكل مواد جديدة. وأوضحت شركو سانوفي إفانتيس سويس (المنتجة للدواء) في بيان: إن «قوارير شراب ريناتيول الخالي من السكر والخاص بالأطفال والمعنية بقرار السحب بها عيب في النوعية يمكن أن تظهر آثار تغير على الشراب أو رائحة أو طعم غير مستحبين». واعترفت الشركة بحالات نادرة لشكاوى زبائن، وأضافت أن آثارا جانبية (مثل الغثيان أو التقيؤ) لا يمكن استبعادها مع الجرعة المقررة، لكن حتى اليوم لم يتم إبلاغنا ولا إبلاغ سويس ميديك بمثل هذه الآثار الجانبية. وقالت الشركة التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا في صناعة الدواء إنها تجري عملية حصر للقوارير المعنية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق «بمشكلة تصنيع» مؤقتة، وأن هذه الأدوية يتم بيعها منذ عشرات السنين وأن مستوى تحملها لا يطرح مشاكل. وفي سياق متصل، حذر تقرير لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وزع في القاهرة أمس من أن الأدوية المغشوشة لا تحرم الناس من العلاج الحقيقي فقط، لكنها تجعل بعض الأمراض الأكثر خطورة أقوى، لافتا إلى أن منطقة غرب أفريقيا تحولت إلى هدف للأدوية المغشوشة بما في ذلك المضادات الحيوية وأدوية الإيدز ومكافحة الملاريا والسل. وأوضح التقرير أن أغلب هذه المنتجات الطبية قد تبدو أصلية ظاهريا، لكنها تحتوى على نسب قليلة أو معدومة من المكونات الفعالة تكون مستوردة خاصة من جنوب وشرق آسيا، فيما يكون بعضها مصنعا محليا. وكشف التقرير أن ما بين 50 إلى 60 في المائة من مضادات الأمراض المعدية التي تم اختبارها في آسيا وأفريقيا وجدت بها نسبة غير كافية من المكونات الفعالة مما يشكل خطرا أكبر مقارنة بالأدوية لا تحتويها نهائيا. وأضاف أن عائدات غش 45 مليون علبة من أدوية مكافحة الملاريا التي تقدر بنحو 438 مليون دولار تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل غينيا بيساو، متوقعا ارتفاع حجم هذه السوق غير النظامية إلى 75 مليار دولار بحلول 2010 بزيادة نسبتها 92 في المائة مقارنة بعام 2005.