قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم تعليق تزويد مصر بمعدات قد تستخدم في عمليات القمع الداخلي، في حين رفضت القاهرة أن يمارس الوزراء الأوروبيون "ضغوطا على إرادة الشعب المصري". وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون في مؤتمر صحفي ببروكسل عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد، إنه ترك لكل دولة تفسير قرار وقف تصدير المعدات إلى مصر وفقا لمصالحها. كما قالت آشتون إن دول الاتحاد الأوروبي ستعمل على إعادة النظر في المساعدة الأمنية لمصر. وأدان الاتحاد استهداف الكنائس وقتل رجال الشرطة في رفح مبديا الاستعداد للعمل مع كافة الأطراف في مصر لإطلاق حوار يشمل الجميع. وقالت آشتون إن دول الاتحاد الأوروبي تريد مواصلة دعم الشعب المصري ولاسيما "الجماعات المعرضة للخطر في مصر". رفض مصري في هذه الأثناء أكد السفير المصري في فرنسا محمد مصطفى كمال اليوم أن مصر "لا يمكن أن تقبل" أن يمارس شركاؤها الأوروبيون المجتمعون في بروكسل لمراجعة مساعدتهم للقاهرة "ضغوطا على إرادة الشعب المصري". وقال السفير في مؤتمر صحفي في باريس "من الواضح جدا أننا لن نقبل أن يستخدم شركاؤنا الأوربيون أداة التعاون لممارسة ضغوط" على مصر. وأضاف أن "التعاون يكون في مصلحة وفائدة الجانبين في روح من الشراكة والمساواة. ولا يمكن فرض ضغوط على إرادة الشعب المصري". واعتبر أن أي إجراءات عقابية ضد السلطات المصرية ستكون بمثابة "إشارة مشجعة لمن يمارسون العنف". من جهة ثانية تظاهر عشرات المصريين اليوم أمام مقر المفوضية الأوروبية بالقاهرة، رفضا للتدخل في شؤون بلادهم، واحتجاجا على وصف ثورة 30 يونيو/حزيران بأنها انقلاب عسكري. وردَّد المتظاهرون هتافات "مصر حرة أبيّة مش ولاية أميركية" و"الجيش والشعب أيد واحدة"، و"يا أوروبا لمّي فلوسك الإرهاب بكرة يدوسك"، و"آشتون آشتون إيه جاية بلادنا تعملي إيه" في إشارة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. كما حملوا صورا ساخرة للرئيس الأميركي باراك أوباما في هيئة مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ولآشتون وهي ترتدي الحجاب الإسلامي. وقد استقبل سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة وفدا من المتظاهرين سلّموه بيانا تضمن طلبا بعدم التدخّل في شؤون مصر، وبضرورة "إدانة الإرهاب الدائر في مصر الذي يرتكبه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والمنتمين إلى قوى متشددة حسب ما جاء في البيان.