من بين كل الجرائم البشعة التي ترتكب في الهند، سجلت جرائم الاغتصاب ارتفاعا مخيفا بين عامي 1935 و2011، وفقا لآخر أرقام المكتب الوطني لإحصاءات الجرائم، التابع لوزارة الداخلية. فبإجمالي 24206 جرائم في عام 2011، سجلت جرائم الاغتصاب ارتفاعا بنسبة 873 بالمئة منذ تسجيل أول جريمة اغتصاب في الهند في عام 1971 الذي شهد 2043 جريمة من هذا النوع. أما الجرائم الأخرى فقد بدأ تسجيلها عام 1953. وكان النقاش حول الاغتصاب في الهند قد تأجج منذ قيام عصابة من سبعة أشخاص باغتصاب طالبة جامعية تبلغ من العمر 23 عاما داخل حافلة نقل عام في نيودلهي. وقال الأطباء إن الضحية محتجزة في المستشفي لإصابتها بجروح داخلية غاية في الخطورة. وكان المهاجمون قد ضربوا الضحية بقضبان حديدية ثم اغتصبوها جماعياً ثم ألقوا بها في أحد شوارع نيودلهي مضرجة بالدماء بين الحياة والموت، وتعرض صديقها أيضا لضرب مبرح وتم إلقاؤه من الحافلة أيضًا، في جريمة احتلت عناوين الصحافة العالمية. وذكرت مصادر أن الجناة مزقوا ملابس الضحية بمدية ما أدى إلى إصابة بطنها بجرح غائر. كما تعرضت للضرب على الرأس. ثم قام كل واحد من الجناة باغتصابها مرتين. وخضعت الفتاة لعملية جراحية يوم الأربعاء لاستئصال أجزاء من أمعائها التي تلوثت أثناء الاعتداء. وقال الأطباء إن العدوى انتقلت إلى كبدها أيضا. وأشار الأطباء إلى أن حالة الفتاة مستقرة وأنها وجهت رسالة إلى ذويها تتساءل عما إذا كان قد تم اعتقال الجناة، وأضافت: «ينبغي أن ينالوا العقاب. إنني ارغب في أن أعيش» والغريب في الأمر أن الحافلة اجتازت في خط سيرها العديد من نقاط التفتيش بالمدينة. وأثار الاعتداء عاصفة من الاحتجاجات في جميع أنحاء الهند، حيث تجمع الآلاف أمام مقر رئاسة الشرطة في نيودلهي، وعلى مقربة من مبنى البرلمان. وأوقفت السلطات الهندية حركة المرور في وسط العاصمة نيودلهي أمس الاثنين فأغلقت الطرق ومحطات للسكك الحديدية في محاولة لإعادة النظام بعد أن خاضت الشرطة معارك شديدة مع المحتجين الغاضبين. وقالت طالبة جامعية، «نود أن نحدث هزة في نفوس أولئك الذين يستمتعون بالراحة داخل سياراتهم الخاصة. نود أن يحس الناس بالآلام التي تعاني منها النساء كل يوم.» وحمل بعض المتظاهرين لافتة تقول: أنقذوا النساء. أنقذوا الهند واشنقوا المغتصبين». وبينما كانت التظاهرات الاحتجاجية تعم أرجاء المدن الهندية تعرضت فتاتان للاغتصاب على يد عصابات، وتم قتل إحداهن، وهي طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات. وانتشلت الشرطة جثتها من إحدى قنوات الري في مقاطعة ساهارسا بولاية بيهار. وفي مقاطعة بانكابنفس الولاية، تم نقل تلميذة تبلغ من العمر 14 عاما، إلى المستشفي في حالة حرجة عقب تعرضها للاغتصاب من قبل 4 رجال. وبينما تم اعتقال ستة من مغتصبي الطالبة الجامعية، إلا انه لم يتم اعتقال المعتدين على التلميذة، على الرغم من التعرف عليهم. فقضايا الاغتصاب لا يتم التبليغ عنها في معظم الأحوال، إذ تحجم العديد من العائلات عن ذلك خوفا من الوصمة الاجتماعية. واكتسبت التظاهرات الغاضبة زخماً جديداً عندما قال مفوض الشرطة ك. ب. راغوفانشي إن على النساء أن يتزودن بمسحوق الفلفل الحار للدفاع عن أنفسهن. ودان الناشطون تصريح المفوض الشرطة ووصفوه بأنه «تمييزي وغبي»