اعلنت دبي عن خطط لاقامة مشروع سياحي وتجاري ضخم يضم أكبر مركز تسوق في العالم في مؤشر جديد على استعادة الإمارة طموحاتها التجارية إثر ازمة ديون الشركات التي قيدت حركتها قبل ثلاثة أعوام. وقال حاكم دبي ورئيس وزراء الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن المشروع الذي يقام على أطراف منطقة وسط دبي الحالية سيضم حديقة أكبر من حديقة هايد بارك في لندن بنسبة 30 في المئة. وذكر الشيخ محمد في بيان يوم السبت أن مجمع متاجر التجزئة "مول اوف ذا وورلد" سيستقبل 80 مليون زائر سنويا ويضم المشروع أكثر من 100 منشأة فندقية. ويتسع مركز ترفيهي عائلي يتصل بمركز التسوق ويقام بالتعاون مع "يونيفرسال ستوديوز" إحدى وحدات شركة كومكاست لاستقبال ستة ملايين زائر سنويا. كما يضم المشروع الذي يطلق عليه اسم "مدينة محمد بن راشد" منطقة معارض فنية وثقافية ومناطق للممولين لاقامة أنشطة تجارية. ولم يذكر الشيخ محمد تكلفة المشروع او موعدا لاستكماله ولكن وصف المشروع يشير إلى ان الاستثمارات ستبلغ مليارات الدولارات. وتشيد المشروع شركة دبي القابضة المملوكة لحاكم دبي وشركة إعمار العقارية أكبر شركة عقارية في دبي. وقال الشيخ محمد "مرافق دبي الحالية لن تلبي طموحاتنا خلال السنوات المقبلة" مضيفا ان دبي تهدف لان تصبح عاصمة الاعمال والثقافة لاكثر من ملياري نسمة في المنطقة المحيطة. وكانت مثل هذه الطموحات تبدو مدعاة للسخرية قبل ثلاثة أعوام حين قاد انهيار السوق العقارية المتضخمة إلى أزمة ديون الشركات ما دفع شركة دبي العالمية المملوكة للدولة لاعادة هيكلة ديون بقيمة 25 مليار دولار. ونجحت وحدات مملوكة لشركة دبي القابضة باعادة هيكلة ديونها. وهوت أسعار العقارات أكثر من 50 في المئة من ذروتها وتقدمت إمارة أبوظبي - التي تمتلك معظم الثروة النفطية لدولة الامارات- لانقاذ دبي وقدمت لها مساعدات مالية تجاوزت عشرة مليارات دولار. ولكن دبي -حيث يوجد أعلى مبنى في العالم وارخبيل من الجزر الصناعية ومنحدر تزلج داخل أحد مراكز التسوق -سجلت تعافيا كبيرا العام الحالي بفضل ازدهار السياحة. ونمت حركة السياحة بنسبة عشرة بالمئة وزادت إيرادات الفنادق بنسبة 19 بالمئة في النصف الأول من عام 2012. وحققت بعض الشركات المرتبطة بالدولة تقدما في علاج مشاكل الدين لديها بينما بدأت اسعار العقارات تنتعش في بعص المناطق. ويبدو ان انتفاضات الربيع العربي بما في ذلك المعارك الدائرة في سوريا ساعدت دبي على اجتذاب اموال تبحث عن استقرار سياسي واقتصادي. وفي الاشهر القليلة الماضية جرى إحياء عدة مشروعات عقارية فاخرة أرجئت خلال أزمة الدين من بينها بناء نموذج طبق الأصل من مزار تاج محل بتكلفة مليار دولار ويضم فندقا مؤلفا من 300 غرفة وقناة تمتد إلى حي المال والأعمال في المدينة. وستتجاوز حركة الركاب في مطار دبي الدولي 50 مليون نسمة هذا العام ويجري العمل على توسعة المطار. وقال الشيخ محمد إن عدد المسافرين عبر مطار دبي سيتجاوز 90 مليون نسمة خلال ستة اعوام وان تطوير دبي يجري في هذا الاطار. وقال الشيخ محمد "نسب النمو الحالية تحتم علينا الاستعداد مبكرا لمرحلة جديدة نكون فيها عاصمة عالمية للابداع والابتكار والسياحة العائلية." ولم يفصح الشيخ محمد عن كيفية تمويل المشروع. وهوت عائدات سندات اصدرتها شركات في دبي العام الحالي ما يشير لعودة ثقة المستثمرين غير ان بعض المصرفيين يقلقهم اكتفاء دبي بترحيل العديد من الديون المستحقة لفترة لاحقة وأنها لا تبيع أصولا أو تأخذ خطوات أخرى صعبة لخفض عبء الدين. وقال ستاندر تشارترد في مذكرة بحثية الشهر الجاري ان تعافي القطاعات الرئيسية للاقتصاد سيساعد دبي ولكن كياناتها ستواجه بديون مستحقة تصل إلى 50 مليار دولار في الفترة بين عامي 2014 و2016. ولم يحدث تقدم يذكر في تخفيف عبء الدين على هذا الصعيد