تتألم عائلة الشاب السعودي عبدالله محمد محمود سيدات أحمد مختار كل يوم، وهي ترقب مصير ابنها الذي يقف على قائمة الإعدام العراقية، بعد أن حكم عليه بالسجن 15 عاماً، تغير الحكم من محكمة التمييز ليصبح حكماً بإنهاء حياة الشاب الذي لايزال في أول ثلاثينياته. يحكي أهل عبدالله عن نشأته عبدالله كأي طفل محبوب تربى تربية إسلامية، فبدأ بحفظ القرآن ودرس في مدرسة الإمام حفص بن سليمان الابتدائية، تعلم اللغة والأدب، وتقول أخته: "كان يكتب كتابات أدبية يتسلى بها ويسلي بها أصحابه، كما كان حريصاً على النشاط الرياضي في الحيّ وفي المدرسة". درس المتوسطة في دار الحديث التابعة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة، ثم انقطع عن الدراسة في الصف الأول الثانوي، والتحق بسلك العمل الرسمي في فرع وزارة الإعلام بالمنطقة الشرقية. وأثناء علمه في وزارة الإعلام التحق بدورة في الإخراج المسرحي، ومثل مسرحية في مهرجان الجنادرية، كما كتب عدة مقالات في جريدة "الوطن" السعودية. بعد تلك الفترة المفعمة بالثقافة والأدب، انتقل للعمل في فرع وزارة الإعلام بالمدينة المنوّرة، نظراً لحاجة عائلته وكبر سن والده، وعمل على رعاية والدته وإخوته الصغار وأخواته. خروج عبدالله من السعودية ويحكي أهله قصة اختفائه من منزله مساء الأحد ليلة الاثنين في الخامس من محرم عام 1429 ه، عندما استيقظت العائلة صباحاً ولم تجده في المنزل، وظنّوا أنه ذهب مبكراً إلى عمله. وحين انتهى وقت دوامه اليومي ظهر الاثنين، بدأوا يتساءلون عن غيابه، وسيطر عليهم القلق حينها، لكنهم توقّعوا أن يكون قد سافر إلى مكان قريب مع أصحابه للاستجمام كعادة الشباب في سنّه. وبعد يومين من الاتصال على الجوال اتضح أن الهاتف خارج البلاد، لكنه عاد واتصل بنا وقال لأمه: "أنا بالموصل للجهاد"، لتنهار الأم وتبكي مستنكرة خروجه. وتواصل عبدالله بعدها مع أهله لفترات متقطعة، واتصالات قصيرة يطمئنهم فيها على حياته، وحكى لهم بعد ذلك أنهم زوّجوه هناك، وأنجب من زوجته ولداً وبنتاً. وتضيف عائلته: "كان يتصل كل شهرين أو ثلاثة أشهر مرة، وبعد إكمال سنة اتصل وطلب العودة الى أرض الوطن، وقال: يا أمي كما قلتي ليس هنا جهاد، ثم انقطعت أخباره لمدة ثمانية أشهر". واتصلت زوجته مرة بعد ذلك، ولم تعط أي تفاصيل عنه، ثم اتصل بعدها وأخبر أهله أنه "يحاول العودة ويريد تسليم نفسه للقائم بأعمال المملكة العربية السعودية في العراق، ولكن العلاقات قطعت تماماً ولايوجد اي طريق". وكان آخر الاتصالات في 22 رمضان، وقال لأهله: "بإذن الله سأكون معكم في عيد الفطر"، (يقصد العيد الماضي) ثم اختفي ولم يردنا أي خبر عنه. الغياب بعد نية العودة إلى البلد وبعدما أبلغ عبدالله أهله برغبته في العودة إلى السعودية، كان متحمساً للخروج من العراق برفقة ابنته وزوجته الحبلى في ذلك الوقت، واتصلت زوجته وأبلغت أهله بعد غيابه واختفائه بأنه كان برفقة شاب كويتي وآخرين يريد العبور إلى السفارة السعودية بالكويت لتسليم نفسه لديها وأن هنالك مَنْ وشى بهم. وهي المعلومة المطابقة لما أخبر به أهله من رغبة في الخروج والعودة لأرض الوطن بأي طريق، لكن آخر الأخبار التي وصلت عنه تحكي أنه حكم عليه ب15 عاماً، وأن محكمة التمييز قد رفعت الحكم للإعدام. أمه تناشد الوطن وناشدت أم عبدالله (عائشة محمد مود) القيادة السعودية إنقاذ ابنها الذي لم ير ابنه حتى الآن، وتحكي كيف أن ابنته لاتزال تحتضن جهاز الجوال الذي سمعت صوته منها أول مرة بعد اختفائه وسجنه، ولازالت تسمي ذلك الجهاز "بابا"؛ لأنه يمثل والدها وترفض أن تتركه من يديها خلال يقظتها ونومها. كما طلبت أم عبدالله من القيادة أن تحقق أمنية إحضار زوجته وابنته وابنه إلى أرض الوطن، كي تقرّ عينيها برؤيتهم.