تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاربعاء بتقديم قتلة السفير الامريكي وثلاثة دبلوماسيين آخرين في ليبيا للعدالة فيما كان يسعى لتجنب تداعيات الهجوم الذي القى بظلاله على تعامل الادارة الامريكية مع اضطرابات "الربيع العربي". وندد اوباما وهو يقف في حديقة البيت الابيض بالهجوم الذي وقع في بنغازي ووصفه بأنه "شائن وصادم" لكنه أكد انه لا يهدد العلاقات مع الحكومة المنتخبة حديثا في ليبيا والتي تولت السلطة في يوليو تموز بعد ان أطاحت قوات المعارضة المدعومة بطائرات حلف شمال الاطلسي بمعمر القذافي. وقد يثير استهداف دبلوماسيين امريكيين في اعمال عنف قاتلة فجرها فيلم امريكي الصنع ينظر اليه على انه إهانة للنبي محمد تساؤلات بشأن سياسة اوباما نحو ليبيا في عهد ما بعد القذافي في حين يسعى الرئيس الامريكي للفوز بفترة ولاية جديدة في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني. وتعهد اوباما الذي سعى للإمساك بزمام المبادرة بعد الهجوم بالعمل مع الحكومة الليبية "لضمان ان تأخذ العدالة مجراها بشأن هذا العمل الرهيب." وقال أوباما بينما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تقف بجواره "لا يخطئن أحد الظن. سنعمل مع الحكومة الليبية على تقديم القتلة الذين هاجموا ابناء وطننا الى العدالة." وأمر بتشديد الامن عند السفارات الامريكية في انحاء العالم وارسل فريقا من مشاة البحرية لمكافحة الارهاب لتعزيز الامن للافراد الامريكيين في ليبيا. وقُتل السفير الامريكي كريس ستيفنز وثلاثة من العاملين بالسفارة في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء عندما هاجم مسلحون اسلاميون القنصلية ومنزلا آمنا في مدينة بنغازي بشرق البلاد مهد الانتفاضة ضد حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وتعرضت السفارة الامريكية في القاهرة لهجوم. وكان ستيفنز الذي أمضى في الخارجية 21 عاما من اوائل المسؤولين الامريكيين الذين وصلوا الى بنغازي اثناء الانتفاضة ضد معمر القذافي العام الماضي. وكان شون سميث مسؤول ادارة المعلومات من بين الدبلوماسيين القتلى. وتم حجب اسمي الاثنين الاخرين اللذين قتلا الى ان تبلغ الحكومة اقاربهما. واشاد اوباما بانتخابات ليبيا التي جرت في يوليو تموز الماضي ووصفها بأنها علامة بارزة في الانتقال الديمقراطي بعد القذافي وتعهد بأن تتحرك الولاياتالمتحدة كشريك رغم انه حذر من انه ستكون هناك تحديات صعبة في المستقبل. وقبل ان يعرف عدد القتلى وتفاصيل الهجوم في ليبيا انتقد ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري ومنافس اوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية رد الفعل الاولي لحكومة اوباما وكرر هذا الاتهام يوم الاربعاء. وقال رومني للصحفيين في فلوريدا "انه أمر مخز ان يكون اول رد فعل لحكومة اوباما ليس التنديد بالهجمات على بعثاتنا الدبلوماسية وانما التعاطف مع اولئك الذين شنوا الهجمات." ورد المتحدث باسم حملة اوباما بن لابولت بانتقاد رومني الذي شن "هجوما سياسيا" في وقت تواجه فيه البلاد "الموت المأسوي لواحد من مسؤولينا الدبلوماسيين في ليبيا" وكرر اوباما التنديد بالاهانات لمعتقدات الآخرين. وقال "نحن نرفض كل الجهود لتشويه سمعة المعتقدات الدينية للاخرين". واضاف "لكن لا يوجد مبرر على الاطلاق لهذا النوع من العنف الذي لا معنى له."