أكد خبير أمني ألماني أن شعور المجرم الهارب من العدالة يتراوح بين الخوف من سقوطه في أيدي الشرطة وبين الثقة الزائدة عن الحد في النفس، خصوصا إذا طالت مدة هروبه. وقال رودلف إيج رئيس المركز الألماني لدراسات الجرائم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المجرم الهارب لفترة طويلة يحدوه الأمل في ألا يتعرف عليه أحد ويعتقد أن الجميع قد نسي البحث عنه، ولكن شعور الخوف يرافقه كظله. وأشار الخبير إلى إلقاء القبض الخميس الماضي على أحد أخطر المجرمين الهاربين في ألمانيا، وهو توماس فولف الذي تمكن من الهروب داخل ألمانيا لمدة تسع سنوات على الرغم من سلسلة الجرائم التي ارتكبها وآخرها اختطاف زوجة مصرفي والحصول على فدية بقيمة 1.8 مليون يورو. وحول عدم إقدام المجرم فولف على الهروب خارج ألمانيا على الرغم من إتقانه للغات الأجنبية وبخاصة الهولندية والإنكليزية، قال الخبير إن رغبة المجرم فولف في الشعور بالأمان كانت وراء عدم سفره للخارج، فضلا عن درايته الكاملة بجغرافيا المدن الألمانية وتوافر العلاقات مع العصابات الإجرامية داخل البلاد. من ناحية أخرى، أكدت بريتا باننبرغ عالمة دراسة الجريمة أن هناك نوعية معينة من المجرمين تخطط حياتها على ارتكاب جرائم متقنة تضمن لهم العيشة المرفهة مع القدرة على الاختفاء عن الأنظار لفترات طويلة. وكانت الشرطة الألمانية في هامبورغ قد تمكنت بمساعدة وحدة من القوات الخاصة من ضبط فولف الذي ظل هاربا من العدالة لتسع سنوات. وصرح هالف ماير المتحدث باسم شرطة هامبورغ صباح أمس الجمعة بأن السلطات تلقت منذ بداية الأسبوع الحالي خبرا بوجود فولف في هامبورغ وتحديدا في شارع «ريبربان» الشهير ومن ثم بدأت عمليات المراقبة. الجدير بالذكر أن فولف(50 عاما) الذي ألقي القبض عليه يوم الخميس الماضي، متهم بارتكاب عمليات اختطاف وابتزاز منها اختطاف زوجة مسؤول مصرفي رفيع في فيسبادن في شهر مارس الماضي التي أطلق سراحها في وقت لاحق، بعد الحصول على فدية قيمتها 1.8 مليون يورو رفض فولف الإجابة عن مكان وجودها. وتجدر الإشارة إلى أن فولف الذي دين في عدة جرائم كان يقضي عقوبة السجن لمدة 21 عاما في ولاية شمال الراين فستفاليا، فانتهز فرصة وجوده في يوم عطلة خارج سجنه عام 2000 وهرب. ويتضمن سجل جرائم فولف بالإضافة للاختطاف والابتزاز، جرائم سطو عديدة نفذها في ألمانيا وبلجيكا وهولندا فضلا عن اتهامه بالهجوم على مصرف في هامبورغ، الأمر الذي جعل السلطات الألمانية ترصد مكافأة مالية قدرها 100 ألف يورو لمن يساعد في القبض عليه.