ظهرت على السطح من جديد قضية «حمزة كشغري»، بعد أن كتب في تغريدة على موقعه في «تويتر» هي بمثابة اعتذار جديد عما بدر منه بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم. التغريدة التي من المتوقع أن تثير جدلا إضافيا لهذه القضية الشائكة جاءت هذه المرة على شكل أبيات شعرية قال فيها: ياسيدي يا رسول الله تصفح عن غر جهول .. هوى في أول العمر عصى فعاش بعيدا في ضلالته حيران لم يدر يا مولاي لم يدر لو كنت حيا لما احتار الفتى أبدا وكنت تمسح باليمنى على صدري لو كنت حيا لما فز الفتى فزعا يا سيد الخلق سامح أصغر الذر ولكن يبقى السؤال: هل تقبل توبة المسلم الذي سب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين أحدهما: لا تقبل توبته، والثاني: أن توبته تقبل إذا علم صدق توبته إلى الله، وأقر على نفسه بالخطأ، ووصف الله بما يستحق من صفات التعظيم وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة كقوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جمعيا). وعند استقراء لأقوال العلماء، فإن بعضهم يوضح أن سب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب والآثام التي تستوجب كفرا وعقوبة بالقتل حدا أو ردة في الدنيا والآخرة وفي الآخرة عذاب شديد في جهنم، فإنه يؤكد أن هذا الحكم الحازم في حق من تعدى على مقام النبوة حكم عادل وليس فيه ظلم. وعند استقرائه لأقوال العلماء، فإن أستاذ العقيدة المشارك في جامعة أم القرى الدكتور لطف الله خوجة بعد إيراده لأقوال العلماء في حكم من يسب النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بقبول توبته: «نلحظ من استقراء أقوال الأئمة الأربعة وأتباعهم: أن القول بقبول توبته أو عدم قبولها، قولان متكافئان عند الأئمة الذين يتبعهم المسلمون»، موضحا أن «الحدث له جانبان: إساءة وتوبة، فتعطى الإساءة حقها من الصد والرد، والتوبة حقها من القبول والاحتضان، فلا ينسى هذا في هذا، ونحن نقرأ قوله تعالى: (ليس من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون).