شكلت مديرية الشؤون الصحية بجدة لجنة للتحقيق مع أطباء أحد المستشفيات الخاصة بعد تقدم زوج امرأة عمرها 17 عاما بشكوى رسمية يتهم فيها المستشفى بارتكابه أخطاء طبية خلال دخول زوجته المستشفى للولادة والتي انتهت بإجراء علمية استئصال للرحم بعد 24 ساعة من الولادة الطبيعية وحدوث مضاعفات إصابتها بأمراض في القلب والرئة. وروى أحمد بن حسن ال شلوي زوج السيدة «ندا» أنه توجه بزوجته إلى المستشفى الذي كان يتابع حملها فيه -تحتفظ «المدينة» باسم المستشفى- و دخلت قسم الولادة وتم إبلاغه بان الولادة طبيعية غير أن زوجته أثناء الولادة تعرضت لنزيف بسيط وتم معالجته وأبلغته الطبيبة في حينه أنها وضعت شاشًا طبيًا ملفوفًا بداخله كمية من القطن بهدف إيقاف النزيف وان قطعة القماش وضعت فيها أدوية للحد من النزيف وتم إنهاء إجراءات الدخول ونقل زوجته إلى غرفة التنويم. وأضاف: «وبعد مرور قرابة 10 ساعات وعند الواحدة ليلا سقطت زوجتي مغشيا عليها داخل غرفة التنويم، ومن حسن الطالع انني كنت متواجدا معها.. وعلى الفور استدعيت الممرضات وتم إحضار الطبيب المناوب وعمل الأطباء على إفاقتها حيث تم مهاتفة الطبيبة التي استقبلت حالتها وأبلغتهم بإزالة قطعة القماش التي وضعتها.. وعندما عمل الأطباء على إزالة تلك القطعة تدفقت كمية من الدم وقطع دموية متخثرة طوال 10 ساعات داخل الرحم». وأشار إلى انه على الفور نقل الأطباء زوجته إلى غرفة العمليات لإجراء عملية منظار لإيقاف النزيف وطلبوا منه العمل على توفير كمية من الدم الذي انخفضت نسبته في الجسم إلى 1,7 حيث إن النسبة الطبيعية عند 12، وانه بدأ في التنقل بين عدة مستشفيات لتوفير كميات من الدم». ويضيف: «أحضرت أكثر من 30 كيس دم واستعنت بعدد من أقاربي وزملائي للتبرع حتى تم استخدام أكثر من 90 كيس دم وبقيت زوجتي بغرفة العمليات حتى خرج علي الطبيب المعالج وابلغني أن زوجتي في حالة خطيرة وأنها دخلت العناية المركزة بعدما فقدت الوعي نتيجة انخفاض شديد في نسبة الدم وطلب مني ضرورة الموافقة على إجراء عملية استئصال الرحم، وتم استئصاله غير أنها مصابة بمضاعفات إصابتها بارتفاع شديد في درجات الحرارة وعدم انتظام دقات القلب وبقيت في المركزة لبضعة أيام وبعدها قرر الأطباء إخراجها من المستشفى وهي محملة بأدوية للقلب والرئتين». وقال ال شلوي إن الأطباء في المستشفى لم يحسنوا التعامل مع حالة زوجته مما دفع بإدارة المستشفى للاستعانة بأطباء واستشاريين من خارجها ولكن بعد فوات الأوان. وأشار إلى انه فوجئ بأن إدارة المستشفى تطالبه بدفع أتعاب الأطباء الذين استعان بهم المستشفى لإبداء أرائهم حول حالة زوجته ورفض دفع أي مبالغ مالية، موضحا أن الأطباء في المستشفى ارتكبوا أخطاء عديدة كانت نتيجتها استئصال رحم زوجته وإصابتها بأمراض مختلفة في القلب والرئة. وطالب ال شلوي بالتحقيق فيما تعرضت له زوجته ومحاسبة المقصر وإصدار العقوبات بحق المستشفى حتى لو وصلت لدرجة الإغلاق، وذكر أن الأخطاء الطبية التي وقعت في ذلك المستشفى كثيرة، واتهم المستشفيات الخاصة بالتهاون في صحة البشر من خلال التعاقد مع أطباء غير مؤهلين. تحقيق موسع ومن جهته أكد مدير عام الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود تلقيه شكوى من زوج المريضة وتم على الفور تشكيل لجنة للتحقيق في القضية وطلب كامل ملف المريضة من المستشفى مشيرا إلى أن فريقا طبيا بدأ في التحقيق في القضية ومعرفة الإجراءات الطبية التي اتخذها الأطباء المعالجون للمريضة في المستشفى وما إذا كانت هناك أخطاء ارتكبت خلال فترة العلاج أم لا. وعن اضطرار الزوج للبحث عن أكياس دم من خارج المستشفى لإنقاذ حياة زوجته قال مدير الشؤون الصحية ان هناك جهاز طوارئ خاص بالشؤون الصحية يعمل على مدار 24 ساعة، وبالتالي كان على المستشفى المعالج أن يقوم بالاتصال بهذه الطوارئ وطلب الكمية التي يحتاج إليها المريض في ذلك الوقت ومن خلال النظام الموجود بالقسم يتولى عملية البحث عن الكمية المطلوبة وتحديد مكانها ومن ثم إبلاغ المستشفى الذي يتولى إحضار تلك الكمية من خلال سيارة الإسعاف الموجودة لدى المستشفى. وأكد باداوود أنه سيتم التحقيق في كامل القضية وإصدار أقصى العقوبات ضد المستشفى والأطباء في حالة ثبوت تقصير أو خطا خلال فترة العلاج.