تؤكد نتائج الأبحاث والدراسات بما لا يدع مجالا للشك أن الطفل العربي المسلم يتعرض لمؤثرات خطيرة، تؤثر على شخصيته في مراحل تكوينها ومن تلك المؤثرات الأعلام .. يقول شمعون بيريز-رئيس وزراء إسرائيل السابق-: "لسنا نحن الذين سنغير العالم العربي، ولكنه ذلك الطبق الصغير الذي يرفعونه على أسطح منازلهم" . الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لا سيما في العصر الحاضر، وخاصة بعد ظهور العديد من السلبيات الإعلامية ، مثل المسلسلات المعربة والتي تتصف بالعولمة والتي تبطن الدعوة لفقدان القيم والهوية . فالأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع فهي المؤسسة التربوية الأولي التي ينشأ فيها الطفل ويتعرف على الكون من خلال منظار القيم والحوار الأسري ، إلى جانب أهمية دور المؤسسات الداعمة مثل المسجد والمدرسة والمجتمع ، فتكوين شخصية وقيم الطفل تبدأ في خلال الخمس السنوات الأولى وتعتبر المرحلة الذهبية لغرس القيم والتوجيه التربوي . فأثبت علمياً عندما يبلغ الطفل السابعة من العمر يكون أكثر من (90%) من القيم قد رصدت في العقل ، وعندما يبلغ الواحدة والعشرين تكون جميع القيم قد اكتملت واستقرت . وهذه دلالة على أهمية إلمام الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا ثاقبا الرؤية صاحب شخصية قوية ومتكيفة بل شخصية فاعلة في المجتمع موقنا ومفرقا بين الحق والباطل ، قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ ، إلى جانب تميز ملامح هويته الشخصية وسلوكه وأخلاقه . قال الله تعالى : ) وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) سورة الصافات 24 قال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- "الصلاح من الله والأدب من الآباء" وإهمال تربية الأبناء جريمة يترتب عليها أَوْخَم العواقب على حد قول الشاعر: إهمالُ تربية البنين جريمةٌ عادت على الآباء بالنكبات ولذلك ينبغي على الأسرة اتخاذ منهجية بتربية الأطفال نحو الأعلام نذكر منها : أ- غرس مبادئ العقيدة الإسلامية بأسلوب مبسط يتناسب مع مرحلة الطفل . ب- التركيز على التربية الأخلاقية ، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما . ج- تخصيص وقت للحوار الأسري والمناقشة المتبادلة وضرب الأمثلة بأضرار الأعلام السلبي . د- إشراك الأطفال بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة . ه- ضرب المثل بتبادل الأدوار عند النصح والتوجيه ويتم من خلال وضع الطفل بدور الأب أو الأم عند خطأ الابن . و- مصادقة الأبناء ومشاركتهم بجميع المراحل العمرية . ز- التشجيع الدائم والاستحسان والمدح ، وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية وخاصة عند اجتياز الأخطاء . وفي الختام نفع الله بنا وبكم المستشار الدولي والخبير التدريبي / رباب أحمد المعبي مدير أكاديمية التدريب الشامل للتدريب والاستشارات محكم وخبير دولي فئة ب مدير العلاقات العامة باتحاد التنمية وحقوق الإنسان