رفض الرئيس السوري بشار الأسد أمس ما وصفه بالحلول المفصلة في الخارج لمشاكل المنطقة، معتبراً أنها لا تناسب شعوبنا. وقال في خطاب أمام اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في دمشق: علينا ألا نسمح بانتهاك سيادتنا واستقلالنا، والاستقلال يبدأ من منطقتنا لا من الخارج، ومن خلال مواجهة التحديات والاعتماد على أنفسنا وإيجاد الحلول التى تناسبنا وتحقق مصالحنا. وأضاف: نحن نرفض بكل تأكيد أن تفصل الحلول فى الخارج لكي تطرح علينا جاهزة وما علينا سوى التنفيذ، فهذا النوع من التفصيل لن يناسب مقاسنا ولا ذوق شعوبنا، ولذلك فالفشل مصيره. وأكد أن لغة التوسل لن تحقق لنا شيئا، والعالم لا يعترف سوى بالأقوياء. وأوضح أن النقطة الإيجابية في عملية السلام أنها عرت إسرائيل وفضحت حقيقتها، أمام العالم لافتاً إلى أن فشل العملية أظهر حقيقة أن إسرائيل هي العقبة الأكبر في وجه السلام. ودعا العالم الإسلامي إلى الانفتاح والتصدي لمحاولات خلق التنافر بين شعوبه وثقافاته، مديناً الحملة المحمومة على الإسلام التي تهدف إلى تشويه صورته كمرجعية حضارية. واعتبر أن الإرهاب ليس حالة أمنية بل هو حالة فكرية لها مظاهرها السياسية والأمنية، ورفض إلقاء صفة الإرهاب على دين أو ثقافة محددة داعياً إلى عدم خلط البعض بين الالتزام بالدين والتزمت والتعصب. ورأس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي دعا في افتتاح الاجتماع إلى تضافر الجهود لمحاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين. ودعا إلى تسارع دعم صمود القدس وأهلها سياسياً ومادياً. فى مواجهة الحملة الشرسة التى تستهدف تهويدها وطمس الهوية العربية فيها. وتحدث عن زيارته غزة، موضحاً أنه رأى جرائم حرب مشهودة واستخدام أسلحة محرمة دولياً. وبحث وزراء الخارجية عدداً من المواثيق والاتفاقيات تمهيداً للتوقيع عليها بينها إمكانية تشكيل قوة حفظ سلام إسلامية. ويشارك في المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «نحو تعزيز التضامن الإسلامي» وزراء خارجية وممثلون عن 57 دولة إسلامية إضافة إلى وفود تمثل خمس دول أخرى تتمتع بصفة مراقب في المنظمة. ويتابع المؤتمر أعماله اليوم حيث يناقش قضايا مرتبطة بالاستقرار والسلام في المنطقة.