تعالوا نضحك : على بعض كتاب الصحف حينما نراهم يجترون كل يوم موضوعين من صحيفة إلى أخرى ومن زاوية إلى عمود أخر .! لقد سأمنا من قراءة الصحف الممتلئة بمثل هذه المقالات , تيقنت جيداً أن بعض كتاب الصحف ليس عنده سوى – مع الخيل يا شقرا – طفشونا من موضوع المناكير والجن ليس بطرح معرفي يعالج مشكلة ويضع حلها إنما هو كما يقول العوام – سالفة الخبل ما تنتهي – هل نسي الكثير من الكتاب التزامهم الموضوعي والفكري والأخلاقي تجاه قضايا المجتمع المهمة , حقيقة من الخطأ أن نطلق على بعض كتاب الصحف اسم ( مثقف ) لأنه من الظلم أن نسمي الأشياء بغير أسماءها.! لقد رأيت بعض كتاب الصحف ليس له دور في المجتمع بل رأينا من الكتاب من لم يجد قارئاً واحد يتابع ما يكتب للسطحية التي يتمتع بها هذا الكاتب , إن مهمة الصحف الأولى هو انتقاء كتاب القيم والمعرفة , لكن حينما نرى صحفنا تحتضن كتاب ليس لهم نتاج سوى المعرفة السطحية فهنا نقول على صحفنا السلام .! تعالوا نتابع : يمر مجتمعنا بمرحلة حرجة وإشكالات فكرية خلفها الانفتاح المفاجأ الذي لم تسبقه تهيئة , و السبب نرجعه للمثقف السعودي الذي لم يمارس دوره الصحيح . تعالوا لنأخذ مثلا : المثقفين الذين ينتمون إلى التيارات الإسلامية – إذا جاز هذا التعبير – نجد أنه لم يخرج عن الطريقة التقليدية باعتبار أن للنمط الفكري الإسلامي بالمجتمع السعودي ضوابط محدده , وهذا ما يعيق حركة الإبداع للمثقفين الإسلاميين لدينا , إننا جميعاً نتفق بأن كل ما يخالف الشرع (مردود) لكن حينما يكون الإبداع في ساحة العفو والسعه فإننا نأمل من الجميع عدم وضع – مطبات – تعيق حركة الإبداع الإسلامي على مستوى الفكري . تعالوا للنفكر : لماذا نطرح من هذه الرؤى ؟ حينما لا يجد المتلقي للخطاب الإعلامي سوى كتاب ( الجن والمناكير ) فإننا نطالب بطرح مثل هذه التوجهات لا بد أن نحدد الأدوار والمهام فدور الخطيب ليس هو دور المثقف ومنبر الخطيب ليس هو منبر المثقف , مع الأخذ بالاعتبار أننا لا نهمش جانب ودور الخطيب , لكن تنمية الوعي والنضج على جميع المستويات المعرفية مطلوب ومهم , وهذه هي مهمة المثقف صاحب القيم والمعرفة بل هي مسئولية أخلاقية تجاه المجتمع , في تقديري أن الظروف المعاصرة التي نمر بها جميعاً تفرض بأن يكون دور المثقف أكثر فائدة في إصلاح الإعطاب الفكرية من خلال البرامج التي تبث عبر القنوات الفضائية أو المقالات التي تنشر بالصحف الورقية أو الإلكترونية على حد سواء , أما إذا ترك المتلقي لكتاب الجن والمناكير فإنهم سيجرونه إلى الهاوية تحت ذريعة أنهم كتاب ومثقفين ثم ( ..... .... ) وداعاً إلى لقاء أخر . [email protected]