طالب العاهل الاردني الحكومة الإسرائيلية ب «الاعلان فورا عن قبول مبادرة السلام العربية، والالتزام بحل الدولتين». ووفق بيان للديوان الملكي، أبلغ الملك عبد الله الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوجوب ان «تعلن الحكومة الإسرائيلية فورا التزامها بحل الدولتين، وقبول مبادرة السلام العربية، واتخاذ الخطوات اللازمة للتقدم نحو الحل». واعتبر ملك الاردن، الذي استقبل نتنياهو امس في العاصمة عمان، ان «حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفق المرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية، شرط تحقيق السلام في المنطقة». واعاد الملك الاردني التأكيد أن «مبادرة السلام العربية توفر فرصة تاريخية لتحقيق السلام الشامل، الذي يضمن الحقوق العربية ويوفر الأمن والقبول لإسرائيل». وحذر عبد الله الثاني من «مرحلة حرجة» تعترض المنطقة، مبينا ان ذلك «يستوجب عدم التلكؤ في العمل من أجل إنهاء الصراع على أساس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية». ولفت إلى أن «تفويت الفرصة السانحة، لإنهاء الصراع، سيهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها». وكان ملك الاردن قد حذّر في تصريحات لصحيفة «التايمز» البريطانية الاثنين من حرب قد تشهدها المنطقة خلال 12 الى 18 شهرا حال تقاعس اسرائيل عن تحقيق السلام. ودعا العاهل الاردني رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي غادر عمان امس، الى «وقف كل عمليات الاستيطان والخطوات التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، ورفع الحواجز وإنهاء الحصار، والدخول فورا في مفاوضات جادة مع السلطة الوطنية الفلسطينية للوصول إلى حل الدولتين في أسرع وقت ممكن». وشدد – بحسب البيان - على ضرورة «وقف إسرائيل كل الإجراءات والحفريات والخطوات الأحادية في القدس، التي تهدد الأماكن المقدسة وتستهدف تغيير هويتها وتفريغها من أهلها العرب المسلمين والمسيحيين». ورهن عاهل الاردن أمن واستقرار اسرائيل بحصول الفلسطينيين على حقهم في الدولة والعيش بسلام وأمن. وعرض عبد الله الثاني مواقف المجتمع الدولي، مبينا انه «يجمع على أن لا بديل لحل الدولتين». ورفض ملك الاردن أي حديث عن «تمكين اقتصادي» خارج إطار الحل السياسي، الذي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وقال «التمكين الاقتصادي خارج اطار الحل السياسي مرفوض لأنه لن يحقق السلام، وسيجعل من المنطقة رهينة للمزيد من الأزمات والصراعات». ويرفض نتنياهو اقامة دولة فلسطينية، او ايجاد حل نهائي للصراع، فيما يؤكد على اهمية التمكين الاقتصادي وتأجيل الحل السياسي، باعتبار ان «الفلسطينيين غير مستعدين لحل يقوم على اساس الدولتين الذي تدعو اليه المجموعة الدولية»، وفق تصريحات سابقة له. وجوبه استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي في العاصمة الاردنية بتنديد واسع من الاحزاب والقوى الوطنية الاردنية. ونددت جبهة العمل الاسلامي الاردنية، الذراع السياسية للاخوان المسلمين، باستقبال نتنياهو، ووصفته ب «المجرم». وقالت الجبهة، في بيان صحافي تحت عنوان «في بيتنا سفاح مجرم»، ان زيارة نتنياهو «غير المرحّب بها تشكل رافعة سياسية لتجميل صورة حكومة الارهابي اليميني المتطرف، وتمهد الطريق لعقد صفقات مريبة، وربما خطة طريق جديدة قبل زيارته لواشنطن». واعتبرت الجبهة «فتح ابواب الاردن ومصر امام حكومة نتنياهو هدية لا تقدر بثمن، ومخرج لأزمة حكومته اليمينية». وكان نتنياهو قد اجرى محادثات مع الرئيس المصري الاثنين، فيما يستعد لزيارة واشنطن للقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما.