زار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عمان امس والتقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وسط تعتيم اعلامي مقصود «من اجل منعه من استغلال الفرصة لتأكيد مواقفه المتشددة»، كما قال مصدر اردني رسمي ل «الحياة». ونفى المصدر الانباء التي افادت ان العاهل الاردني نقل رسالة سورية الى نتانياهو، وقال: «لم ننقل رسالة سورية. نقلنا الموقف والثوابت العربية». وافاد بيان للديوان الملكي ان الملك عبدالله الثاني طلب من نتانياهو أن «تعلن الحكومة الإسرائيلية فورا التزامها حل الدولتين وقبول مبادرة السلام العربية واتخاذ الخطوات اللازمة للتقدم نحو الحل»، كما ابلغه ان «إسرائيل لن تحصل على الأمن والاستقرار ما لم يحصل الفلسطينيون على حقهم في الدولة والعيش بسلام وأمن»، مؤكدا أن «حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفق المرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية»، هو شرط تحقيق السلام في المنطقة. كما طالبه بوقف كل عمليات الاستيطان والخطوات التي تهدف الى تغيير الحقائق على الأرض ورفع الحواجز وإنهاء الحصار والدخول فورا في مفاوضات جادة مع السلطة الفلسطينية للوصول إلى حل الدولتين في أسرع وقت ممكن. وشرحت مصادر اردنية ل «الحياة» ظروف استقبال نتانياهو، فقالت «ان الديبلوماسية الاردنية درست جيدا فوائد الزيارة ومضارها، وخلصت الى استقباله في عمان من دون تغطية اعلامية لمنعه من الاطلال على وسائل الاعلام وتسجيل النقاط قبل زيارته لواشنطن». واكدت المصادر ان الملك عبدالله كان حازما في تحديد الشروط العربية لإقامة السلام والتي ترتكز الى الموافقة على حل الدولتين ووقف الاجراءات احادية الجانب، خصوصا الاستيطان وهدم المنازل في القدس، واستئناف التفاوض وفق المرجعيات المتفق عليها وجداول زمنية للانجاز، مع تأكيد شمولية الحل وعدم القفز بين المسارات. واشارت الى ان استقبال نتانياهو جاء في محاولة «لسلبه عدداً من النقاط التي سيحاول التذرع بها عند لقائه الرئيس الاميركي (باراك اوباما)، خصوصا محاولاته تسويق فكرة رفض العرب استقباله وعدم وجود شريك فلسطيني جاهز للسلام». وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات والحفريات والخطوات الأحادية في القدس والتي تهدد الأماكن المقدسة وتستهدف تغيير هويتها وتفريغها من أهلها العرب المسلمين والمسيحيين. وطلب من نتانياهو الخروج من «عقلية القلعة»، مؤكدا له ان السلام ليس مصلحة عربية فقط بل اسرائيلية واميركية ايضا، وحذره من أن «المنطقة تواجه مرحلة حرجة تستوجب عدم التلكؤ في العمل لإنهاء الصراع على أساس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية». وأكد خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ووزير الخارجية ناصر جودة، أن المجتمع الدولي يجمع على أن لا بديل لحل الدولتين، مؤكدا أن أي حديث عن تمكين اقتصادي خارج إطار الحل السياسي الذي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، مرفوض لأنه لن يحقق السلام وسيجعل من المنطقة رهينة للمزيد من الأزمات والصراعات.