يرصد أعضاء النادي الفلكي بنادي عسير العلمي التابع للنشاط العلمي بتعليم عسير ظهر اليوم ظاهرة تعامد الشمس فوق مدينة أبها الواقعة جنوب المملكة على خط عرض 18.3 درجة ، في حين يختفي ظل جميع الأشياء في تمام الساعة 12:07 ظهراً بالتوقيت المحلي، وهو موعد أذان الظهر بمدينة أبها وما حولها، حيث تصبح الشمس عمودية تماماً، وهي حادثة لا تتكرر سوى مرتين كل عام شمسي، وذلك يومي 12 مايو و 31 يوليو من كل عام. وتتميز أماكن قليلة من الكرة الأرضية بهذه الظاهرة، وهي المناطق المحصورة بين مداري السرطان والجدي اللذين يقعان شمال وجنوب خط الاستواء بثلاث وعشرين درجة ونصف الدرجة، كمكة وأبها والبلدان الجنوبية كاليمن، وغيرها مما يقع بين هذين الخطين . ويشير مشرف الفلك بنادي عسير العلمي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك هاني الضليع إلى أن "ظاهرة تعامد الشمس فوق هذه الأماكن ظاهرة قد استدل بها المسلمون في تحديد اتجاه القبلة حين تتعامد الشمس مرتين فوق الكعبة المشرفة يومي 27 مايو (أي بعد أسبوعين من اليوم)، ويوم 15 يوليو من كل عام، ففي هذين اليومين وبمعرفة وقت أذان الظهر "الزوال" في مكةالمكرمة يكون اتجاه الشمس دليلاً علي اتجاه القبلة، لأن مكة تكون واقعة تحت الشمس مباشرة، والنظر إلى الشمس حينها كالنظر إلى مكة وهو اتجاه القبلة الدقيق". وأضاف الضليع أن "تعامد الشمس فوق المدن المختلفة يرجع سببه إلي محور الكرة الأرضية المائل بزاوية 23.5 درجة الذي يؤدي بدوره إلى انتقال الشمس بين مدار السرطان شمالاً والجدي جنوباً. مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حولها مرة كل سنة، فالمناطق الواقعة علي خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض هذا المكان.