في حين تشير إحصاءات إلى تزايد وتيرة القتل وسقوط الضحايا من المدنيين على أيدي قوات النظام في سوريا، نفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن مقتل صحافيين أجانب قضوا أمس خلال قصف للجيش السوري على حي بابا عمرو بحمص. الحصول على تراخيص ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أنه "لابد من أن نرفض كل التصريحات التي تحمل سوريا مسؤولية موت صحافيين تسللوا إليها على مسؤوليتهم الخاصة ودون علم السلطات السورية بدخولهم وأماكن وجودهم". ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المتحدث تأكيد الوزارة على ضرورة احترام الإعلاميين الأجانب للقوانين الناظمة للعمل الصحافي في سوريا وتجنب كسر القوانين والدخول بشكل غير قانوني للأراضي السورية، بهدف الوصول إلى أماكن مضطربة غير آمنة. وقال المتحدث: "إن احترام القوانين الناظمة للعمل الصحافي في سوريا سيتيح للإعلاميين الزائرين أن يحصلوا على تسهيلات ورعاية وزارة الإعلام ونصائحها بخصوص الوضع الميداني قبل التوجه لأي مكان"، لافتا إلى أن وزارة الإعلام تقوم بجهد ملموس، وقد منحت تراخيص بالدخول لنحو 200 وفد إعلامي خلال الشهرين الماضيين. إحصاءات عدد الضحايا وميدانياً أكد ناشطون سوريون أن عدد ضحايا الاحتجاجات، الذين قضوا على أيدي السلطات السورية، زاد على 9170 قتيلاً، سقطوا خلال 346 يوماً، بينهم مئات الأطفال والنساء، فيما اعتبر الشهر الحالي شهراً دموياً سقط خلاله آلاف القتلى والجرحى، غالبيتهم في حمص. وجاءت هذه الارقام على موقع إلكتروني يُعرّف نفسه ب"قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية، وهو متخصص في إحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، يعمل على جمع المعلومات من مصادر متعددة، بعضها حقوقي، وينشر أعمار وأسماء جميع القتلى وفيديوهات وصوراً لبعضهم. وحسب الإحصاءات بلغ عدد القتلى من الأطفال أكثر من 629 طفلاً، بينهم 96 طفلاً قضوا جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن. وأشار المصدر إلى أن القتلى جلّهم من المدنيين، فيما بلغ عدد القتلى من العسكريين الذين قضى جزء كبير منهم في محافظة إدلب 886 عسكرياً، خلال حملات أمنية عدة شنها الجيش السوري وقوات الأمن على جنود رفضوا إطلاق النار على المدنيين، وأعلن بعضهم انضمامه للجيش السوري الحر. حمص في الصدارة ولا تزال مدينة حمص التي يطلق عليها المحتجون لقب "عاصمة الثورة السورية" تتصدر قائمة الضحايا منذ اندلاع الثورة بعدد زاد على 3800 قتيل إلى عشرينات الشهر الجاري، تليها مدينة إدلب التي يسيطر عناصر الجيش السوري الحر على معظم أجزائها 1358 قتيلاً، ثم مدينة درعا مهد الشرارة الأولى للاحتجاجات بعدد فاق 1072 قتيلاً خلال الأشهر الإحدى عشر الماضية. وسقط القتلى في سوريا بطرق عديدة، منها حالات قتل لمدنيين أو قتل عسكريين إثر رفضهم إطلاق النار على المدنيين، كما قضى آخرون تحت التعذيب أو جراء القصف المدفعي، كما لقي آخرون مصرعهم بطرق مختلفة منها الحرق والدهس بالدبابة والقصف المدفعي والطعن بالسكين والخنق بالغاز المسيل للدموع، فيما توفي 6 أطفال في حماة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن الحاضنات في المشافي. وقضى المئات من السوريين في مجازر جماعية قارب عددها نحو 200 مجزرة، أعنفها خلال شهر فبراير/شباط الجاري، الذي شهد أكثر من عشرة مجازر، أعنفها في الرابع من هذا الشهر، حيث سقط 342 شخصاً في مدينة حمص حسب المصدرذاته. ومن بين القتلى 48 فلسطينياً كانوا يقيمون في سوريا، وخمسة لبنانيين، وثلاثة عراقيين، وآخران من مصر وتركيا والأردن والسعودية، إضافة إلى صحافيين أجانب من فرنسا وأمريكا.