اعتذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الثلاثاء لحرقها عدة مصاحف تم سحبها من مكتبة مركز اعتقال بجوار أحد أكبر القاعدات في شرق أفغانستان؛ لأنها تحتوي على كتابات ونقوش متطرفة. وردد البيت الأبيض ما ذكره مسؤولون في الجيش، قائلا إن رزم المصاحف والكتب الدينية التي تم رميها في النفايات وحرقها كان مجرد حادث لم يقصد. ولكن أكثر من ألفي أفغاني تظاهروا خارج قاعدة باغرام الجوية ضد ذلك الحدث، الذي غذى المشاعر المناهضة للغرب، والمزاعم الأفغانية بأن القوات الأجنبية لا تحترم حضارتهم ودينهم الإسلامي. حتى بالرغم من أن القوات الأمريكية وقوات منظمة حلف شمال الأطلسي يستعدون للانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية 2014. وصرخ المتظاهرون أمام أحد أكبر القاعدات الأمريكية في أفغانستان بعبارات مثل “موتوا موتوا أيها الأجانب”، وقام البعض بإطلاق النار في الهواء، كما قام البعض بإحراق إطارات العجلات. وقال الجنرال الأمريكي جون آلان القائد الأعلى للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن الكتب سلمت بالخطأ للجيش لإحراقها في مكب نفايات في قاعدة باغرام، شمال العاصمة كابول. وقال “تلك القرارات لم تؤخذ لأن الكتب كانت دينية أو بغرض عدم احترام الدين الإسلامي، لقد كانت مجرد غلطة. وفي اللحظة التي علمنا فيها أمرناهم بالتوقف وتدخلنا”. وقال مسؤول غربي على علم بالحادثة، إن المصاحف والكتب الدينية كانت تستخدم في المكتبة بغرض تغذية التطرف، وأن المحتجزين في مركز باروان كانوا يستخدمون تلك الكتب لتبادل ملاحظات متطرفة بينهم. وفضل ذلك المسؤول عدم ذكر اسمه لأنه لم يكن مصرحا له بتسريب تلك المعلومة. وقال جون آلان “سنبحث في الأسباب التي أدت لحرق الكتب، ووجهات النظر التي تم على أساسها إحراق الكتب”. وأصدر آلان توجيها جديدا يأمر فيه جميع قوات التحالف بالتدرب على التعامل السليم مع المواد الدينية في موعد لا يتجاوز 3مارس. وسيشتمل التدريب على التعرف على الكتب الدينية وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها وتخزينها. واعتذر البيت الأبيض على لسان المتحدث الرسمي للصحافة جيه كارني، قائلا “لقد كان حادثا مؤسفا جدا” لم يظهر احترام القوات الأمريكية لممارسات الأفغان الدينية. ولم يتحدث كارني عن تفاصيل ما حدث بالضبط. كما ضم وزير الدفاع ليون بانيتا صوته إليهم. وفي تصريح صادر عن الرئيس الأفغاني حامد كارازاي أدان فيه الحادث وعين وفدا للتحقيق فيه. وقال أحمد زكي زاهد رئيس مجلس المقاطعة، إن مسؤولين أمريكيين اخذوه للمحرقة في القاعدة واستطاعوا ارجاع من ستين إلى سبعين كتابا، من بينها مصاحف بعضها محترق بالكامل وبعضها محترق للنصف. وقال إن العمال الأفغان في المحرقة عندما تعرفوا على الكتب حاولوا انتشالها فورا لدرجة أن أصابعهم أصيبت بحروق. وقال عبدالجليل رحيمي قائد مكتب التنسيق العسكري في المحافظة، إنه التقى مع المتظاهرين وقادة القبائل ورجال الدين لتهدئتهم. وقال إنهم رفضوا إنهاء مظاهرتهم في البداية ولكن عندما اقتنعوا بالتوقف، قالوا إنهم سيرسلون عشرين شخصا منهم للتحدث مع البرلمان في كابول والمطالبة بلقاء كارازاي. ووصف نائب قائد شرطة المحافظة ضياء الرحمن المزاج العام بالغاضب جدا والمشحون بالعواطف المعادية للأجانب.