قضت محكمة مدينة دوسلدورف العليا في ألمانيا الثلاثاء 9-12-2008 بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة في حق لبنانيٍ متهمٍ بمحاولة تفجير قطارين في ألمانيا، وأدانت المحكمة المتهم يوسف الحاج ديب بتهمة محاولة القتل. ووفقًا لملف القضية، فقد حاول الحاج ديب (24 عامًا) وشريكه جهاد حمد قتلَ العشرات من الأبرياء من خلال زرع حقيبتين تحتويان على متفجرات في قطارين بمحطة السكك الحديدية الرئيسة في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا صيف عام 2006. وكان الدفاع قد طالب خلال المحاكمة بإطلاق سراح الشاب اللبناني، فيما طالب الادعاء العام بسجنه مدى الحياة. واستند الدفاع إلى أن المتهم لم يكن يرغب في قتل أبرياء؛ حيث إن القنابل كانت تهدف للتخويف فحسب، في حين يؤكد الادعاء العام أن عدم انفجار القنبلتين كان بسبب خطأ فني في الصنع. يُذكر أنه قد حُكم على المتهم الثاني جهاد حمد في لبنان بالسجن لمدة 12 عامًا، كما تجدر الإشارة إلى أن السجن مدى الحياة في ألمانيا يعادل تقريبًا 15 سنة في السجن. وكان يوسف الحاج ديب (24 عاما) سافر إلى ألمانيا بهدف الدراسة، وتقدم أكثر من مرة للحصول على مقعد دراسي في جامعات ألمانية ولكن الفشل لازمه بسبب عدم إجادته للغة الالمانية بالدرجة المطلوبة، وهو الإصغر بين 13 شقيقا حيث يقول إنه كان طفلا مدللا. وقتل اثنان من أشقاء يوسف في اشتباكات مسلحة وله شقيقان آخران يقبعان في السجن في لبنان للاشتباه في صلتهما ب"الارهاب". وأكد تقرير خبراء الطب النفسي أن يوسف لجأ إلى لعب دور "المجاهد" بسبب عدم نجاحه في تحقيق رغبة والديه اللذين كانا ينتظران عودته إلى لبنان حاملا شهادة جامعية في الهندسة. وأوضح التقرير أن يوسف الذي التقطته كاميرات المراقبة يوم الواقعة وهو يرتدي قميص لاعب المنتخب الالماني لكرة القدم مايكل بالاك ، لم يكن متميزا في دراسته وكان يعاني من أزمة نفسية ومشكلات في تقييم الذات. ويتمتع يوسف بدرجة متوسطة من الذكاء ولكنه يفتقر للاجتهاد أو الانضباط. واعترف يوسف أمام المحكمة بأنه "وجد نفسه في الدين" بعد شعوره بالاخفاق في المانيا الامر الذي دفعه للخروج إلى الشوارع في مدينة "كيل" ليحتج بحرارة وبصوت مرتفع على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقبل أن ينفذ يوسف خطته لتصنيع المواد المتفجرة وزرعها في قطارين بألمانيا ، لقي أحد أشقائه حتفه في قصف جوي إسرائيلي على لبنان كما قتل أيضا مثله الاعلى زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي.