(شرق) (رويترز) - قال نائب قائد الحرس الثوري الايراني ان ايران ستضرب أي دولة تستخدم قاعدة انطلاق للهجوم على أراضيها مما يوسع مدى تهديدات طهران في اطار الازمة المتصاعدة مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي. وهدد الزعيم الاعلى الايراني الاسبوع الماضي بالانتقام بعد ان فرض الغرب حظرا جديدا على صادرات ايران النفطية ونقلت وسائل اعلام عن وزير الدفاع الامريكي قوله ان اسرائيل على الارجح ستشن هجوما على ايران خلال عدة اشهر لوقف سعيها لصنع أسلحة نووية. ورغم ان تشديد العقوبات المالية بدأ يحدث أثرا خطيرا على الاقتصاد الايراني الا أن وزير النفط الايراني أكد امس السبت ان بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي حتى ولو توقفت صادراتها النفطية تماما. وتقول ايران ان برنامجها النووي لاغراض سلمية محضة ولا يستهدف سوى توليد الكهرباء. لكن نقلها لعمليات تخصيب اليورانيوم مؤخرا الى مخبأ جبلي ورفضها التفاوض بشأن ضمانات سلمية البرنامج او فتح منشاتها امام المفتشين النوويين للامم المتحدة زاد اجواء المواجهة الوشيكة مما يثير المخاوف بشأن امدادات النفط الخليجية. وقال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري لوكالة فارس شبه الرسمية للانباء يوم الاحد "أي بقعة يستخدمها العدو لشن عمليات عدائية ضد ايران ستكون معرضة لهجوم انتقامي من قواتنا المسلحة." وبدأت قوات الحرس الثوري يوم السبت مناورة عسكرية برية تستمر يومين لاظهار القدرات العسكرية في وقت تتزايد فيه التوترات بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي الايراني. وعينت اسرائيل يوم الاحد قائد التخطيط العسكري عامير ايشيل قائدا جديدا لقواتها الجوية. وكان ايشيل قد حذر من ان اسرائيل لا يمكنها توجيه ضربة قاضية لاعدائها ومن بينهم ايران في اي مواجهة اقليمية. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل شن هجوم عسكري على ايران اذا فشلت الدبلوماسية في حل الازمة. وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الاحد ان بنيامين نتنياهو سيزور واشنطن الشهر القادم وقالت مصادر سياسية اسرائيلية انه على الارجح سيلتقي بالرئيس الامريكي باراك اوباما خلال زيارته للولايات المتحدة. ولم يحدد سلامي الدول التي يمكن ان تشارك في أعمال عسكرية ضد ايران. وتقول دول مجلس التعاون الخليجي الست انها لن تسمح باستخدام اراضيها للهجوم على ايران. لكن محللين يقولون انه اذا ردت ايران على هجوم تتعرض له من خارج المنطقة باستهداف منشآت أمريكية في دول الخليج فان واشنطن قد تضغط على الدول التي تستضيف قواعد لها باستخدام تلك القواعد في ضرب ايران بذريعة حق الدفاع عن النفس. والدول الخليجية التي تستضيف منشات عسكرية أمريكية هي قطر والبحرين والكويت. وحذرت ايران من ان ردها على اي هجوم سيكون "مؤلما" وهددت باستهداف اسرائيل والقواعد الامريكية في الخليج بالاضافة الى اغلاق مضيق هرمز وهو ممر بحري حيوي لنقل النفط. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي يحضر مؤتمر ميونيخ الامني السنوي الذي يحضره كبار صناع القرار في العالم ان الهجوم على ايران سيكون "كارثة" وان النزاع بشأن البرنامج النووي الايراني من الممكن ان ينتهي بسرعة. وقال "اذا توفرت الارادة السياسية القوية والثقة المتبادلة فسيمكن حل هذه المشكلة في بضعة ايام... الخلاف الفني ليس كبيرا جدا. المشكلة هي الثقة المتبادلة والارادة السياسية القوية." واضاف داود اوغلو "الخيار العسكري سيحدث كارثة في منطقتنا. لذا فقبل هذه الكارثة يجب ان يتوخى الجميع الجدية في المحادثات. نأمل في ان يلتقي الطرفان قريبا من جديد لكن هذه المرة ستكون هناك نتيجة كاملة." واستضافت تركيا اخر جولة من المحادثات بين القوى الغربيةوايران قبل عام وانتهت تلك الجولة الى طريق مسدود بسبب عدم الاتفاق حتى على جدول اعمال. وقال خالد بن محمد العطية وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي ان شن هجوم "ليس حلا وتشديد الحظر على ايران سيجعل السيناريو اسوأ. اعتقد انه ينبغي اجراء حوار." واضاف "اعتقد انه مع حلفائنا واصدقائنا في الغرب يجب ان نفتح حوارا جادا مع الايرانيين للخروج من هذه المعضلة. هذا ما نشعر به في منطقتنا." وحذرت طهران عدة مرات من امكانية اغلاقها لمضيق هرمز بما يعرقل صادرات النفط والغاز الخليجية اذا تعرضت للهجوم او اذا ادت العقوبات الى حرمانها من تصدير نفطها. ومن شأن الهجوم العسكري على ايران والرد الايراني الذي قد يتضمن الهجوم على حقول النفط السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم الى ارتفاع اسعار النفط بشكل كبير وهو ما يمكن ان يلحق بدوره أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي.