أشارت تقارير صحفية صدرت مؤخراً، إلى خطر غرقِ جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين فوق الخليج العربي، وإلى أن الجسر قد بدأ تدريجياً بالغرق في رمال الخليج، وأرجع التقرير ذلك إلى زيادة الاختناقات المرورية، وكثرة حركة الشاحنات الثقيلة، وهو مالم يأخذ بالحسبان في عمليات تصميم الجسر الذي يبلغ طوله 25 كيلومتر. وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة غلف دايلي نيوز الصادرة باللغة الإنجليزية، أن بضعة سينتميترات قد طمرت تحت مياه الخليج خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما أكده رئيس لجنة الجمارك والموانئ عبدالحكيم شمري في حديثه للصحيفة، حيث ذكر أن الجسور في العادة وفي جميع أنحاء العالم مهيأة لاستقبال المسافرين والبضائع، لكن في مثل هذه الحالة التي تقف الشاحنات التي تحمل آلاف الأطنان من البضائع المنقولة وتنتظر لساعات على الجسر، ما يسبب الضغط على هيكل الجسر. وأشار إلى أن حركة السياحة والتجارة مستمرة بنفس الوتيرة طوال أيام السنة، ما ادى لخفض العمر الإفتراضي للجسر، وتركت الجسر في حاجة ماسة للترميم، بالإضافة إلى عمليات التوسعة الحالية على الجسر، وإضافة حارة رابعة إلى الحارات الثلاث الموجودة سابقاً، ما أضطر تحويل بعض المسارات وزيادة الأحمال على البعض الآخر. المهندس عبدالله عقيلي اشار إلى إمكانية حدوث هذا الشيء، وأرجع السبب إلى الضغط الهائل للسيارات والشاحنات، بالإضافة إلى طبيعة الأرض التي أنشئ عليها الجسر، والتي قد تتأثر بهذه العوامل. الإحصائيات تشير إلى أن اكثر من 550000 شاحنة تستخدم جسر الملك فهد في كل عام ، إضافة إلى أكثر من خمسة ملايين سيارة سنوياً، الرقم القابل للزيادة حيث يتوقع ان تصل عدد الشاحنات إلى مليون شاحنة سنوياً، ويرى شمري أن الحل المقترح للتقليل من خطر تعرض الجسر للغرق، هو الحد من الإجراءات الجمركية، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على حركة المرور وتقليل ساعات الإنتظار فوق الجسر. هذه الأرقام دعت الحكومتين لإقرار توسعة في عام 2008، حيث قررت المؤسسة العامة لجسر الملك فهد توسعة المسارات الموجودة بالجسر لتسهيل حركة العبور بين الجانبين حيث كشف مدير عام الجمارك رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد صالح الخليوي أن تكلفة مشاريع توسعة الجسر والتي بدأ تنفيذها مؤخرا ، تتجاوز 5ر62 مليون ريال . وقال إن من شأن هذه المشاريع أن تزيد الطاقة الاستيعابية لمناطق المركبات بما لا يقل عن 350 % إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية لمناطق الشحن بحدود 200 % وذلك في مدة لا تتجاوز الخمسة أعوام. يذكر بأن عدد العابرين خلال إجازة منتصف العام الدراسي للفصل الثاني (الأسبوع السياحي) بالاتجاهين بين السعودية ومملكة البحرين في تزايد مضطرد، حيث وصل لما يقارب ال ( 550.360) مسافراً، فيما شهد الجسر حركة مرور متزايدة خلال نفس الفترة حيث بلغ عدد المركبات حوالي (220.120) مركبة.